بعد القرار السعودي.. هل أصبحت الإطاحة بمحسن الأحمر مسألة وقت؟

الأربعاء 2 سبتمبر 2020 00:11:00
 بعد القرار السعودي.. هل أصبحت الإطاحة بمحسن الأحمر "مسألة وقت"؟

أثار القرار السعودي بإنهاء خدمة الفريق فهد بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود، قائد القوات المشتركة في اليمن، وإحالته إلى التقاعد والتحقيق، الكثير من التوقعات بأنّ يكون هذا المسار متبوعًا بسيل من الخطوات التي تضبط مسار الحرب على الحوثيين.

وسرعان ما حضر الإرهابي علي محسن الأحمر على الساحة، لتثار حوله الكثير من المطالبات والتوقعات بأنّ جنرال الإرهاب وراعي الفساد ربما يغادر منصبه سريعًا.

ففي هذا الإطار، توقّعت صحيفة العرب اللندنية، الإطاحة بمحسن الأحمر من منصبه، مشيرة إلى أن القرارات الملكية بإقالة المتورطين في قضايا فساد بوزارة الدفاع السعودية، تهدف معالجة تأخر الحسم العسكري.

مصادر مطلعة أبلغت الصحيفة، أن قرارات عديدة ستصدر قريبًا من الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، تشمل إقالة عدد من المسؤولين عن إدارة الملف العسكري في حكومة الشرعية، مؤكدة أنها ستطال نائبه الجنرال الإرهابي علي محسن الأحمر، المتورط في قضايا إرهاب وفساد.

وتتحدث المعطيات الأولية عن ارتباط مباشر لهذه الإجراءات بنتائج الحرب في اليمن خلال السنوات الماضية، وتعثر مسار الحسم العسكري.

ويمكن القول إنّ الإخواني محسن الأحمر هو سبب الكثير من الأزمات والترهُّل الذي أصاب الشرعية، لا سيّما أنّ الجنرال العجوز يرتبط بتنظيم القاعدة منذ تأسيسه.

وطوال الفترة الماضية، أتاح جنرال الشرعية أرضًا خصبةً أمام تنظيم القاعدة للانتشار، على النحو الذي ساعده على تشكيل مجموعات وفصائل متطرفة مهدت لتحوله إلى كيان إرهابي دولي.

وفي دراسة نشرها معهد الخليج للدراسات "مقره واشنطن" كشف الباحث الأمريكي بيتر ساليسبري أنّ محسن الأحمر يعتبر لاعبًا مؤثرًا في شبكة من الجماعات القبلية والسنّية والإسلامية التي مركز ثقلها هو حزب الإصلاح، كما أنه متهم بالمساعدة في رعاية المجموعات المسلحة التي أصبحت في نهاية المطاف "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".

وذكرت الدراسة: "الأحمر تمكَّن من تقديم نفسه على أنَّه آخر أمل لتحقيق النصر العسكري ضد الحوثيين، وكخط دفاع أخير عن اليمن، وفي حال تمكنه من تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، فقد يكون قادرًا على الانطلاق مرتكزا على منصبه الحالي ليهندس لنفسه عودة غير متوقعة إلى السلطة".

ولعل ما يحتم ضرورة الإطاحة بالأحمر هو أنّ بقاء الجنرال العجوز مرتبط بشكل رئيس ومباشر بالأجندة القطرية التركية، حيث تملك الدولتان الراعيتان للإرهاب تيارًا مهيمنًا على الشرعية، يخدم النفوذ الإخواني في المقام الأول.

في الوقت نفسه، فقد انخرط الأحمر في علاقات تقارب مروعة مع المليشيات الحوثية، تضمنت تسليم مواقع استراتيجية وتجميد جبهات حيوية، وهو ما كبّد التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب طوال الفترة الماضية.

كل هذه المعلومات عن جنرال الإرهاب العجوز تبرهن على أنّ الرجل غرس بذور الإرهاب الإخواني في معسكر الشرعية، وأنّ الإطاحة به أمرٌ شديد الأهمية فيما يتعلق بخطط التحالف على الأرض.