انتحار إب.. نيران الوجع التي أحرقت السكان

الخميس 3 سبتمبر 2020 15:34:58
"انتحار إب".. نيران الوجع التي أحرقت السكان

بلغت الأزمة الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية وضعًا قاتمًا، وصل إلى حد محاولة الانتحار.

ففي خطوة جاءت احتجاجًا على عدم حصوله على الغاز المنزلي، أشعل مواطن من إب النار في جسده، محاولا الانتحار.

مصادر "المشهد العربي" قالت إنّ نازحًا من محافظة تعز يدعى حميد، يعمل بائعا للآيس كريم في المدينة القديمة، أقدم على إضرام النار في نفسه بعد سكب مادة البنزين عليه.

وأضافت أن محاولته الانتحار نتيجة فشله في الحصول على حصة من الغاز المنزلي، بعد تلاعب وكيل التوزيع وعاقل الحارة المعين من المليشيا الحوثية، في الكمية المخصصة لبيعها وتسريبها إلى السوق السوداء.

وأوضحت المصادر أنّ المواطنين بموقع الحادث أنقذوا حميد بإخماد النيران التي اشتعلت في جسده، وأسعفوه إلى أحد المستشفيات القريبة.

بلوغ الأمر حد محاولة الانتحار يُعبِّر عن ضخامة الأزمة الإنسانية التي تشهدها المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

اللافت أنّ محاولة الانتحار جاءت بسبب عدم حصول هذا الشخص على حصة من الغاز المنزلي، في ظل سيطرة المليشيات الحوثية على الغاز والوقود عبر "مافيا" كوّنتها المليشيات، التي تمكّنت من تحقيق ثروات ضخمة عبر هذا النهب الواسع.

محافظة إب الخاضعة لسيطرة الحوثيين تشهد أزمة حياتية قاتمة، تتخللها الكثير من الأزمات من مختلف قطاعات الحياة، وهي سياسة خبيثة تعمّدت المليشيات إحداثها من أجل بسط مزيدٍ من السيطرة على هذه المناطق.

السياسة الحوثية الخبيثة يمكن القول إنّها أدّت إلى أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع، حسبما توثّق العديد من التقارير الأممية والدولية.

وحاصرت الحرب التي أشعلها الحوثيون في صيف 2014، ملايين السكان بين أطنانٍ من المعاناة، حيث خرج نصف المرافق الصحية عن العمل، وقد جاءت جائحة كورونا لتفرض مزيدًا من الأعباء الضخمة، فضلًا عن تفشٍ مرعب للفقر في كافة الأنحاء.

وأدّت الجرائم الحوثية إلى تفشِ مرعب للفقر، وقد دفعت الحرب ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها منذ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.