جثمان ثريا.. طفلة غرقت في مستنقع إهمال الحوثي

الخميس 3 سبتمبر 2020 17:53:36
 "جثمان ثريا".. طفلة غرقت في مستنقع إهمال الحوثي


لم تنتهِ مأساة غرق أسرة إب التي التهمتها السيول، عن وفاة أسرة بالكامل من جرّاء إهمال حوثي غاشم، لكنّ القصة كان لها مزيدٌ من الأبعاد.

البداية كانت مع وفاة أسرة بالكامل من بيت الحاشدي، مكونة من ستة أفراد، أثناء اقتيادها سيارة غرقت بعدما جرفتها السيول الغزيرة، وسط محافظة إب، وكان ذلك في نهاية أغسطس الماضي.

وفيما أهملت المليشيات الحوثية في البحث عن الجثامين، فقد ظهر أخيرًا
جثمان الطفلة ثريا الحاشدي، إحد ضحايا حادثة الغرق.

وعثر على جثمان الطفلة فريقٌ من المتطوعين في منطقة وادي دار الشرف بمدينة إب، بعدما جرفها السيل إلى المنطقة، حيث كانت مغطاة بإطارات سيارات تالفة.


والطفلة ثريا جزيلان أحمد الحاشدي (14 عامًا) هي آخر جثمان تم انتشاله بعد 10 أيام من البحث، بعدما غرقت مع آخرين في سيارة بمجرى السيل وسط مدينة إب.

أسرة الطفلة ثريا اتهمت الأجهزة الأمنية التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية، بالتخاذل في البحث عن جثمانها، والاكتفاء بمحاولة إغلاق القضية.

وفوجئت أسرة الطفلة بوصول أجهزة البحث الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، إلى منزل الأسرة، بهدف تصوير الطفلة وتسجيل محضر الواقعة.

ورفضت أسرة الطفلة تصويرها، معتبرين أن المليشيات الإجرامية تحاول إغلاق محضر القضية، بعد التنصل عن مسؤوليتها في البحث عن جثمانها 10 أيام متواصلة.

وعلى إثر ذلك، وقعت مشادات كلامية حادة بين الطرفين، وصلت إلى تدخل المحافظ التابع للمليشيات الحوثية لإجبار أسرة الضحية على تصوير جثمانها.

وكانت واقعة غرق السيارة قد أثارت غضبًا واسعًا من المليشيات الحوثية التي غرست بذور الإهمال على صعيد واسع، حيث اتهمت شخصيات مجتمعية في محافظة إب، المليشيات الإرهابية، بالمسؤولية عن حادث غرق الأسرة.

واستهجن الأهالي تقاعس المليشيا المدعومة من إيران، عن بناء مصدات لمياه السيول في واحد من أخطر مجاري السيول بالمحافظة، وحملوا وكيل الشؤون الفنية ومدير الأشغال التابعين لمليشيا الحوثي المسؤولية عن الحادث، مشيرين إلى أنهما تخاذلا عن الاستعداد للسيول.

واستنكروا تحصيل المليشيا الحوثية الإرهابية مليارات الريالات من أهالي المحافظة، دون توجيه أي جزء منها لحماية السكان من خطر السيول وتحصين الجسور بالدفاعات.

وبشكل عام، يمكن القول إنّ المليشيات الحوثية تمادت في صناعة الأعباء على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مستخدمةً في ذلك سياسة خبيثة قامت على الإهمال المعيشي في كافة قطاعات الحياة، وهو ما كبّد السكان كلفةً باهظة للغاية.