ذراع قطر الخفية تربط بين تصعيد الشرعية ومفخخات الحوثي

الجمعة 4 سبتمبر 2020 18:00:00
ذراع قطر الخفية تربط بين تصعيد الشرعية ومفخخات الحوثي

رأي المشهد العربي 

في الوقت الذي عمدت فيه الشرعية على تصعيد عملياتها الإرهابية في الجنوب وكثفت من قصفها على جبهات أبين بما يؤدي لانهيار وقف إطلاق النار، كانت المليشيات الحوثية تطلق طائراتها المفخخة باتجاه المملكة العربية السعودية، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول أسباب التصعيد المتزامن ضد التحالف العربي، لأن تصعيد الشرعية بالجنوب يشكل أيضًا استهدافًا مباشرًا للتحالف الذي يسعى لفرض الحل السياسي عبر تنفيذ بنود اتفاق الرياض.

يبدو أن الإجابة عن التساؤلات التي دارت في أذهان الكثير جاءت عبر التصريحات التي نقلتها صحيفة "داي بريس" النمساوية، أمس الخميس والتي ذكرت على لسان ضابط مخابرات سابق أن قطر دعمت المليشيات الحوثية في اليمن من أجل ضرب أهداف داخل المملكة العربية السعودية، يأتي ذلك في الوقت الذي تقوم فيه قطر بتمويل معسكرات تدريب الإرهابيين في الجنوب.

أشار ضابط المخابرات السابق الذي عرّف نفسه باسم مستعار هو "جيسون جي"، إلى أن الدوحة دأبت على تمويل مليشيات الحوثي خلال السنوات القليلة الماضية "بشكل مباشر" بهدف مهاجمة السعودية، وذكرت الصحيفة النمساوية أن ملفات رجل المخابرات السابق تحتوي على تفاصيل دقيقة عن تمويل قطر على مدار سنوات مليشيات حزب الله اللبناني وتنظيم الإخوان الإرهابي.

تؤكد هذه التصريحات صحة التقديرات الجنوبية التي فضحت تمويل قطر لمليشيات الإخوان بالجنوب منذ فترة طويلة، فيما لم ترد الشرعية على ذلك الأمر وعمدت على الصمت لعدم خسارة الأموال القطرية التي تصل إليها بفعل سيطرة جماعة الإخوان عليها، قبل أن تدرك أن المؤامرة انكشفت بجميع أركانها لتلجأ مؤخرًا إلى توجيه هجوم لفظي على قطر لم يمحُ علاقاتها الخفية معها، وبدت التصريحات تستهدف التغطية على هذه العلاقات بما يخفف من الضغوطات عليها ويمكنها من المضي قدمًا لعرقلة جهود التحالف لحل الأزمة سياسيًا.

تعد قطر بمثابة ذراع خفية تربط بين الشرعية والمليشيات الحوثية ولعل ذلك ما أفرز زيادة حجم التنسيق بين الطرفين خلال السنوات الأخيرة، وبدت قطر أكثر قدرة على التحكم في الطرفين بعد أن أرغمتهما على إخراج العلاقة بينهما إلى العلن، في خطوة استهدفت بالأساس استفزاز المملكة العربية السعودية، وضرب محاولاتها الساعية لتصويب سلاح الشرعية، ولعل ذلك ما يبرهن على أهمية تنفيذ بنود اتفاق الرياض لدحض مؤامرات الطرفين.

تفرض المؤامرات القطرية تكثيف جهود مواجهتها على كافة المستويات السياسية والاستخباراتية والعسكرية، ولا يجوز أن يكون هناك تفرقة بين مواجهة مليشيات الإخوان وبين المليشيات الحوثية لأن الطرفين يعبران عن استراتيجية واحدة تستهدف إفشال جهود التحالف العربي وإطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة بما يهدد الأمن القومي العربي بوجه عام.