الأطفال.. سلعة زهيدة الثمن بيد المليشيات الحوثية
ضاعفت مليشيا الحوثي الإرهابية من جرائم اختطاف الأطفال في عدد من المدن التي تسيطر عليها من دون أن تجد رادعا لتلك الجرائم التي دفعت الأسر للعيش في أجواء من الرعب خوفا على أبنائهم، فيما تستخدم العناصر المدعومة من إيران الأطفال كسعلة زهيدة الثمن من أجل ملء الجبهات بعناصر تمسكها بسلاح يأتيها من الخارج أو حصلت عليه من الشرعية التي تركت أسلحتها وفرت هاربة.
يرى مراقبون أن المليشيات الحوثية لجأت إلى حيل جديدة غير التي اعتادت عليها من قبل بعد أن كانت توظف المناسبات الدينية والاجتماعية لإقناع الأطفال بالقتال في صفوفها أو حتى أخذهم عنوة من أهلهم غير أنها لجأت إلى حيلة أخرى تجنبها خطر مواجهة الأهالي الغاضبين جراء الزج بأبنائهم إلى جبهات القتال، وبالتالي فإنها اختارت أسلوب الاختطاف من الشارع ليجد الأطفال أنفسهم داخل معسكرات تجبرهم على حمل السلاح من دون أن يعرفوا مصير أهاليهم الذين ينزفون دما قلقا على أبنائهم.
أبرزت صحيفة "الشرق الأوسط"، في تقرير لها أمس السبت، ظاهرة اختطاف الأطفال من عدة محافظات خاضعة لسيطرة الحوثيين، قبل ظهور بعضهم في معسكرات للمليشيات.
وشددت الصحيفة على أن المليشيات الحوثية أنشأت خلايا تابعة لها ضمن ما يسمى جهاز الأمن الوقائي، مهمتها اصطياد الأطفال والمراهقين من جوار منازلهم وأثناء خروجهم من المدارس، أو ذهابهم إلى المتاجر.
ولفتت إلى أن أفراد هذه الخلايا يحصلون على مبالغ مالية تعادل 500 دولار نظير خطف كل طفل أو مراهق، والانتقال به إلى معسكرات المليشيات، وأشارت إلى أن محافظات ذمار والمحويت وريمة وإب شهدت خلال الآونة الأخيرة، اختفاء العشرات من الأطفال.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر محلية في إب، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" عن أن المحافظة شهدت منذ مطلع الشهر الجاري اختفاء أكثر من خمسة أطفال من صغار السن من عدة أحياء وسط ظروف غامضة.
فشلت أسرة بمحافظة إب، الأحد، في العثور على طفلها بعد أسبوعين من جهود مضنية للبحث عنه، أعلنت الأسرة اختفاء طفلها (عبدالعزيز مراد صالح العميسي)، معربة عن قلقها على مصيره.
واعتبرت المصادر أن حالات الاختطاف التي تعرض لها الأطفال صغار السن في إب أخيرا، تأتي استمرارا لحوادث أخرى شبيهة كانت شهدتها المحافظة ذاتها على مدى الفترات الماضية، من خلال اختفاء عشرات من الطلبة والأطفال من الشوارع والمدارس بصورة مفاجئة، ومن ثم ظهور أعداد منهم في جبهات القتال أو في سجون المليشيات الحوثية.
وعلى الصعيد ذاته، كشفت مصادر أمنية مناهضة للجماعة في إب ، عن وصول عدد الأطفال المختطفين في محافظة إب على مدى شهرين ماضيين فقط إلى أكثر من 68 طفلاً.
وطبقا للمصادر، من بين الأطفال المختطفين 7 أطفال كانوا قد قدموا مع ذويهم قبل أيام من قرى وتجمعات تقع في أطراف إب إلى مركز المحافظة، بعد ضغوطات مارسها مشرفون حوثيون تجاههم للمشاركة في احتفالية «يوم الولاية»، ولم يعودوا بعدها إلى منازلهم.