سقطرى تفضح التآمر الإقليمي على الجنوب
رأي المشهد العربي
لم يكن مستغربًا أن تكتظ وسائل الإعلام المعادية للقضية الجنوبية بأنباء عديدة بشأن جزيرة سقطرى على مدار الأيام الماضية، غير أن الجديد في الأمر أن هذه القنوات والمواقع الإلكترونية اتفقت على توجيه خطاب واحد هدف إلى البحث عن موطئ قدم خارجية في المحافظة التي طهرها المجلس الانتقالي الجنوبي من مليشيات الإخوان قبل ثلاثة أشهر تقريبًا.
التقارير المغلوطة التي بثتها القنوات المحسوبة على محور الشر (قطر وتركيا وإيران)، حاولت الترويج لأهداف الأجندة الإقليمية المعادية المتمثلة في "إقامة قواعد عسكرية"، لضرب الجهود الإماراتية الإنسانية في المحافظة التي تعاني إهمالًا متعمدًا منذُ أن هيمنت الشرعية عليها، وإشعال أتون الحرب والنزاعات في الأرخبيل.
اتفقت إيران وتركيا على هدف واحد في سقطرى وهو التخلص من السيطرة الجنوبية على الأرخبيل لصالح إفساح المجال أمام وجود قوات عسكرية تحول الجزيرة الهادئة إلى ثكنة عسكرية تؤمن مصالح كلًا منهما في القرن الأفريقي وخليج عدن، وبالتالي فإن الهجمة الإعلامية كانت منظمة وفي توقيت واحد واستخدمت مصطلحات متقاربة بما يعني أن هناك توافق بين الطرفين على استهداف المحافظة.
استعان محور الشر في سقطرى بالشائعات التي تعد سلاحه المفضل لبث الفتن وخلق حالة من البلبلة، تهدف إلى تقويض جهود المجلس الانتقالي الجنوبي لتأمين المحافظة وإرساء قواعد الاستقرار، فالمؤكد أن استقرار الأوضاع في سقطرى لا يرضي أطراف إقليمية لنشر الفوضى في الجزيرة لتبرير قفزها على الوضع هناك.
ووجه عملاء الأجندتين الفارسية والتركية سهامًا عجزت عن النيل من المجلس الانتقالي الجنوبي، في ظل شعبيته الجارفة في المحافظة، والثقة الشعبية الراسخة.
وتمتد المؤامرة على سقطرى إلى عقود ماضية، من قوى معادية ترى في هيمنتها على الأرخبيل، ارتكازًا استراتيجي يتوسط أهم الممرات الملاحية العالمية، وقاعدة انطلاق لتهديد المنطقة العربية.
يمكن القياس على جزيرة سقطرى كنموذج للمؤامرات الإقليمية على الجنوب والتي تبدأ غالبًا بحملات إعلامية تبث قدر هائل من الشائعات لا وجود لها على أرض الواقع، من أجل خلخلة الأوضاع الداخلية عبر إثارة المواطنين، ثم تسيير المليشيات الإرهابية الموالية لتلك الأطراف الإقليمية على الأرض، وفي كثير من الأحيان يشمل إرسال عناصر استخباراتية من تلك الدول لضمان السيطرة على المقدرات.