عندما تفكر (المؤخرات)!

تعرض مقر المجلس الانتقالي الجنوبي إلى هجوم انتحاري بسيارتين مفخختين تحمل إحداهما انغماسيين وذهب ضحية هذه التفجيرات عدد من الضحايا بين قتيل وجريح من العسكريين ومن مرتادي الشاطئ من النساء والأطفال الذين تعودوا على ارتياد الشواطئ في العطل الأسبوعية وغيرها بوصف البحر يشكل جزء من ثقافة أبناء عدن ومن حياتهم.

تبنى تنظيم الدولة (داعش)، التفجير وأعلن مسؤوليته عنه مشيراً إلى أن التفجير استهدف مقر القيادة الإماراتية حسب تعبير البيان وهي إشارةً واضحة تنم عن الجهة التي لها مصلحة وإن هذه التفجير الانتحاري المزدوج هو نتاج للشحن والتحريض التي تتعرض له دولة الإمارات العربية المتحدة طوال الأشهر الماضية، والهجوم الإعلامي الذي يشيطن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أخذ على عاتقه عبئ الدفاع عن الحق الجنوبي في الاستقلال وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية دولة القانون والمؤسسات، وليس بخافِ على أحد من يقف في وجه هذا الحق ويحاربه ويكفره ويحرض عليه.

المصيبة الأكبر أن هناك من يبرر أو يبرئ من أعلن عن نفسه مسؤولاً عن هذا الهجوم في تفكير وتنظير أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه نتاج (مؤخرات)، وليس (عقول)، فهناك من اكتشف أن الساعة في مكتب أحد القادة تشير إلى الساعة الثانية عشر وهو ما يعني (في نظره) أن التسجيل تم ظهراً مع أنه ممكن أن يكون الثانية عشر ليلاً، وهناك من جزم بأن مصادره تؤكد أن التفجير تم من قبل جهات أمنية تحارب الإرهاب وغير ذلك من خراج (المؤخرات)، التي تزكم الأنوف.

يا هؤلاء احترموا عقول الناس وتذكروا أن وسائل العصر لم تترك شاردة أو واردة إلا وثقتها عالجوا المعلومات بعقولكم لا (بمؤخراتكم) النتنة التي ترمي قذارتها في أي مكان وكيفما اتفق فاحترام عقول الناس هو الذي يرفعكم في نظرهم وليس (خراج مؤخراتكم).
والله من وراء القصد.