حميد الذي التهمته نيران الحوثيين والشرعية
رأي المشهد العربي
لم تكن واقعة انتحار الشاب حميد الحبيشي لعدم حصوله على حصة من الغاز المنزلي إلا جزءً من الجُرح الكبير الذي تفشَّى كثيرًا، وأحدثته حكومة الشرعية والمليشيات الحوثية.
اليمن يشهد على مدار سنوات الحرب العبثية الحوثية أزمة إنسانية، موثّقة وفق التقارير الأممية، بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم، لا سيّما فيما يتعلق بتفشي الفقر والجوع بين قطاعات عريضة من السكان.
مسؤولية هذا الوضع المتردي يتقاسمه الحوثيون إلى جانب حكومة الشرعية، فالمليشيات الموالية لإيران ارتكبت العديد من الجرائم والاعتداءات التي يمكن القول إنّها أفشت المجال كثيرًا مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، ويتجلّى ذلك واضحًا في جرائم نهب المساعدات وحرمان مستحقيها من الحصول عليها.
إلى جانب ذلك، فإنّ الشرعية تتحمّل هي الأخرى جانبًا رئيسيًّا من المسؤولية، فالحكومة الخاضعة لهيمنة حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي تركت أراضيها أمام المليشيات الحوثية تسرح فيها وتمرح كما يحلو لها، وتغرس بذور إرهابها.
يا ليت حكومة الشرعية اقتصرت فقط على التقصير في حق مواطنيها بأن تركتهم يعانون أضرار الاحتلال الحوثي، لكنّها ذهبت لما هو أبعد وأكثر خبثًا، هو توجيه بوصلتها نحو استهداف الجنوب واحتلال أراضيه.
الشرعية التي تحاول الاستئساد على الجنوب وتمارس الكثير من الاعتداءات والجرائم على أراضيه، تظهر بمشهد "النعام" أمام الحوثيين، بل لم تكتفِ بذلك لكنّها تآمرت مع الحوثيين على المواطنين من خلال علاقاتها الخبيثة مع المليشيات الموالية لإيران، وهذا كله من أجل استهداف الجنوب.
الكارثة الإنسانية الناجمة عن الإرهاب الحوثي وعبث الشرعية ينبغي التصدي لها بشكل حازم وجازم، وهذا الأمر لن يتحقق من دون القضاء على الحوثيين عسكريًّا لأنّ هذا الفصيل لن يسير في طريق السلام مطلقًا.
بالإضافة إلى ذلك، فقد بات لزامًا العمل على تطهير الشرعية من الهيمنة الإخوانية، لأن هذا النفوذ السرطاني سيظل منخرطًا في علاقات تقارب مع الحوثيين وسيترك أراضيه للمليشيات، وبالتالي فاتخاذ هاتين الخطوتين أمرٌ شديد الضرورة حتى لا تتكرر فاجعة حميد، ويا لها من قسوة.