نقص المياه.. فاجعة الحرب الحوثية التي تتصدّى لها السعودية
جهود إغاثية ضخمة تبذلها المملكة العربية السعودية للتغلب على أزمة نقص المياه في اليمن، وهي أزمة متواصلة على مدار سنوات الحرب العبثية الحوثية.
وفي أحدث هذه الجهود، ضخَّ مشروع الإمداد المائي لمركز الملك سلمان للإغاثة، خلال الفترة بين 27 أغسطس و2 سبتمبر الجاري، 794 ألف لتر مياه في محافظة حجة.
واستهدفت صهاريج المياه مديريات ميدي وعبس وحيران وحرض، حيث قدمت 445 ألف لتر من مياه الاستخدام للخزانات، و349 ألف لتر من المياه الصحية للخزانات.
تحمل هذه الجهود أهمية قصوى بالنظر إلى النقص الكبير في المياه، ضمن أزمة إنسانية فادحة للغاية، نجمت عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
وبحسب تقارير أممية، فإنّ النُدرة الشديدة في المياه وعلى مدى عقود شكّلت أحد أخطر التحديات في اليمن، كما أنّ القيود المفروضة على واردات الوقود ساهمت في زيادة النقص في الوقود والارتفاع الحاد في الأسعار.
هذا الوضع المرعب، وفق التقارير الأممية، أعاق الحصول على المياه النظيفة والخدمات الحيوية الأخرى، بما فيها الرعاية الصحية والصرف الصحي.
ووثّقت تقارير أممية أنّ المياه التي تُنقل بالشاحنات بغرض بيعها وتشكّل المصدر الرئيسي الذي يتزوّد منه أعداد كبيرة من السكان شهدت ارتفاعًا حادًّا جدًّا في الأسعار، وبينما بلغت أسعار المياه الضعف في المعدّل، إلا أنّ الزيادة بلغت في بعض المواقع ستة أضعاف.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ أكثر من ربع الحالات التي يُشتبه في إصابتها بالإسهال المائي الحاد والكوليرا والبالغة حوالي مليون حالة، هم من الأطفال ما دون الخامسة من العمر، كما أنّ أكثر من 385,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويصارعون من أجل البقاء، ويجدون صعوبة في الحصول على المياه الصالحة للشرب.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الحرب الحوثية أسفرت عن افتقار 70% من السكان إلى الصابون لغسل اليدين والنظافة الشخصية، كما يفتقر 11 مليونًا و200 ألف إلى إمدادات المياه الأساسية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.
ويواجه نحو 15 مليون شخص مخاطر الإصابة بأمراض قاتلة مثل الكوليرا بسبب انقطاع حاد لإمدادات المياه، وذلك بالتزامن مع أزمات في الوقود يفتعلها الحوثيون بين حينٍ وآخر.