مأساة اليمن والعمل الإنساني المكثف.. ضرورة ملحة لمواجهة واقع قاتم
بين حين وآخر، تدق أطراف دولية نواقيس الخطر من المأساة الإنسانية في اليمن، وهو ما يُحتّم ضرورة العمل على تكثيف الجهود الإغاثية في هذا الصدد.
أحدث هذه الدعوات صدرت عن بريطانيا، وذلك على لسان وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي، الذي جدّد التزام بلاده بمعالجة انعدام الأمن الغذائي.
الوزير البريطاني قال خلال لقائه مدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي، إنه على جميع المانحين احترام تعهداتهم بتقديم التمويل لليمن.
وأوضح أن هناك حاجة إلى منع المجاعة في البلاد التي تشهد أسوأ أزمة إنسانية.
التحذير البريطاني يأتي في وقتٍ أحدثت فيه الحرب الحوثية مأساة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع، وهو ما يفرض ضرورة تكثيف الجهود الإغاثية في هذا الصدد.
المأساة الناجمة عن الحرب الحوثية توثّقها تقارير أممية بأنّها أكبر أزمة إنسانية في العالم، في ظل حاجة ملايين السكان لا سيّما المشردين إلى الحماية والمأوى والخدمات الصحية.
وأسفرت الحرب العبثية الحوثية عن تشريد ملايين الأشخاص الذين فقدوا منازلهم وافتقدوا أدنى مقومات الحياة من الحصول على المأوى والطعام والخدمات الصحية.
في الوقت نفسه، فإنّ عرقلة إيصال المساعدات إلى من يحتاجون إليها يمثل سببًا رئيسيًّا في تفاقم المأساة الإنسانية.
وتملك المليشيات الحوثية باعًا طويلة في جرائم نهب المساعدات الإغاثية، بالإضافة إلى عرقلة توزيعها على الفقراء من خلال جرائم ابتزاز العاملين على توزيع هذه المساعدات.
ويمكن القول إنّ نظام دعم المانحين لوكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة انهار في شهر يونيو الماضي، وأحد أسباب ذلك هو عرقلة المساعدات، وحتى أواخر أغسطس، كانت وكالات الإغاثة قد تلقت 24% فقط من المبلغ البالغ 3.4 مليار دولار الذي طلبته لهذا العام.
وبحسب تقارير دولية، فإنّ الحرب الحوثية أدّت إلى شل الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الأخرى في اليمن، ما أدى إلى تفشي الكوليرا وغيرها من الأمراض وانتشار سوء التغذية.
وسبق أن ضغطت الأمم المتحدة والدول المانحة بشكل متزايد على الحوثيين لمساعدة الهيئات على القيام بعملها، ما أدى في منتصف 2020 إلى توقيع الحوثيين على عقود متراكمة لاتفاقيات المشاريع التي تعلن عدم التدخل في استقلالية هيئات الإغاثة، لكن المليشيات سرعان ما كشفت عن وجهها القبيح عبر التوسّع في تقييد توزيع المساعدات.