أزيز الرصاص في أبين.. الشرعية بين معاداة الجنوب واستهداف التحالف (تحليل)
لا صوت إلا صوت المعركة.. يواصل القطاع الساحلي في جبهة أبين، تسجيل الخروقات الإخوانية المتواصلة التي دأبت على ارتكابها المليشيات الإرهابية التابعة على حكومة الشرعية، ضمن حربٍ تحمل كثير من الدلالات.
ففي الساعات الماضية، اندلع قصف متبادل بين القوات المسلحة الجنوبية ومليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، في القطاع الساحلي بجبهة أبين.
وتصاعدت الاشتباكات بالأسلحة الرشاشة المتوسطة، وسط مواجهات تردد صداها بقوة في مدينة شقرة.
الخروقات الإخوانية في جبهة أبين تندرج في إطار المساعي الخبيثة لحكومة الشرعية الساعية إلى إفشال اتفاق الرياض عبر تصعيد عسكري غاشم ضد الجنوب.
الآن، وبعد مرور أكثر من عشرة أشهر على اتفاق الرياض، أصبحت الأمور واضحة المعالم أمام مختلف الأطراف، وقد تبيّن للقاصي والداني أنّ الشرعية وهي رهن الهيمنة الإخوانية لن تلتزم بالاتفاق وتواصل عبثها بهذا المسار من أجل إفشاله بأي وسيلة.
الشرعية برهنت كذلك على أنّ ولاءها الأول والأخير إلى دولتي قطر وتركيا اللتين وضعتا خطة خبيثة ترمي إلى إفشال اتفاق الرياض من جانب، مع العمل على خدمة النفوذ الإخواني وبل وتوسعته بأكبر قدرٍ ممكن.
ارتماء الشرعية في أحضان المعسكر القطري التركي وحجم التنسيق الكبير في هذا الإطار يفضح أنّ هذه الحكومة تصر على السير في طريق معاداة التحالف العربي، وهو أمر لا ينفصل ولا يبتعد كثيرًا عن إقدام المليشيات الإخوانية على تسليم الجبهات والمواقع الحيوية للمليشيات الحوثية.
الشرعية التي من المفترض أنّ تكون بوصلتها متوجهة نحو تحرير أراضيها من الاحتلال الحوثي، وجّهت عداءها ضد الجنوب وشعبه عملًا على السيطرة على أراضيه ونهب ثرواته ومقدراته.
ويبدو أنّ حكومة الشرعية تريد استمرار هذا الوضع العبثي لأطول فترة ممكنة، في محاولة شيطانية أولًا لفرض هيمنتها العسكرية على الجنوب بشكل كامل، ومن ثمّ قد يتم البحث عن تفاهمات مع الحوثيين في مرحلة لاحقة.
هذا المخطط الشيطاني، واضح المعالم، والموثّق بتحركات عسكرية خبيثة وتصريحات سياسية تحمل مغازلة متبادلة بين الحوثيين والإخوان، تفرض على القيادة الجنوبية أن تتوخّى أقصى درجات الحذر فيما يتعلق بتحركات تُقدِم عليها الشرعية في المرحلة المقبلة، تسعى لتحقيق هذا المخطط، عبر زرع خلايا إرهابية تعيث في أرض الجنوب لصناعة الفوضى.
أمام كل هذا، فإنّ الجنوب الذي أبدى التزامًا كاملًا ببنود اتفاق الرياض عملًا على إنجاحه نظرًا لأهميته الاستراتيجية وتقديرًا للدور السعودي في رعايته، فإنّ الجنوب يملك في الوقت نفسه حق اتخاذ الخطوات التي من شأنها حماية أراضيه من مؤامرة أهل الشر.