الحرب الحوثية ونقص المياه.. نظرة على رصاص الصنابير
في الوقت الذي أحدثت فيه الحرب العبثية الحوثية شحًا ملحوظًا في المياه، فإنّ جهودًا دؤوبة تبذلها جهات دولية عملًا على تجنيب المدنيين من ويلات هذه المآسي.
محافظة إب، كما غيرها من المحافظات، تشهد أزمات متكررة في المياه، منذ منتصف عام 2018، على النحو الذي كبّد المدنيين كلفة باهظة للغاية.
وفي هذا الإطار، دعّمت المنظمة الدولية للهجرة، نحو 4590 شخصًا بأنشطة نقل المياه، بالشاحنات في 20 موقعًا للنازحين في إب.
المنظمة قالت في بيان لها، اليوم الأربعاء، إنَّ توفير المياه يظل الشاغل والأمر الأكثر أهمية للنازحين.
تضاف هذه الجهود إلى سلسلة من الأعمال الإغاثية التي تقدمها أطراف دولية عملًا على مواجهة هذه الأعباء الناجمة عن الحرب الحوثية.
وتوثّق تقارير دولية تفاقم أزمة المياه في اليمن من معاناة المواطنين، إذ يُضطّر سكان الأرياف إلى قطع مسافات طويلة بحثاً عنها، فيما يدفع سكان المدن مبالغ مالية كبيرة نظير شراء صهاريج المياه.
وصنعاء وتعز وإب والمحويت وحجة هي من أكثر المناطق معاناة وتأثرًا بأزمة نقص المياه، وقد ازدادت حدتها مع جفاف آبار الشرب وتوقف المضخات بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيلها.
ففي صنعاء، يعاني السكان من أزمة مياه قديمة نتيجة جفاف الآبار، بخاصة في مديريات أرحب وبني حشيش، واستنزاف المياه الجوفية في ري شجر القات، إذ يُضطر المزارعون لحفر آبار بعمق 600 متر وأكثر.
ويعاني السكان في أرياف صنعاء ظروفا صعبة مع توقف مضخات المياه بفعل انقطاع الكهرباء ونقص الوقود اللازم لتشغيلها، ما دفع بعضهم إلى قطع مسافات كبيرة، قاصدين قرى أخرى مجاورة لتعبئة المياه، في ظل انعدام قدرتهم الشرائية على دفع تكاليف وأسعار الصهاريج التي تضاعفت بفعل تدهور العملة، وكثرة الطلب على المياه ونقص المعروض منها.
في المجمل، فإنّ النُدرة الشديدة في المياه وعلى مدى عقود شكّلت أحد أخطر التحديات في اليمن، كما أنّ القيود المفروضة على واردات الوقود ساهمت في زيادة النقص في الوقود والارتفاع الحاد في الأسعار.
وأعاق هذا الوضع المرعب، الحصول على المياه النظيفة والخدمات الحيوية الأخرى، بما فيها الرعاية الصحية والصرف الصحي.
والمياه التي تُنقل بالشاحنات بغرض بيعها وتشكّل المصدر الرئيسي الذي يتزوّد منه أعداد كبيرة من السكان شهدت ارتفاعًا حادًّا جدًّا في الأسعار، وبينما بلغت أسعار المياه الضعف في المعدّل، إلا أنّ الزيادة بلغت في بعض المواقع ستة أضعاف.
كما يواجه نحو 15 مليون شخص مخاطر الإصابة بأمراض قاتلة مثل الكوليرا بسبب انقطاع حاد لإمدادات المياه، وذلك بالتزامن مع أزمات في الوقود يفتعلها الحوثيون بين حينٍ وآخر.