نشاط تركي مشبوه في الجنوب يتخفى وراء الأعمال الإغاثية

الاثنين 5 أكتوبر 2020 21:01:00
نشاط تركي مشبوه في الجنوب يتخفى وراء الأعمال الإغاثية

حركت تركيا أذرعها المشبوهة في محافظات الجنوب بحثًا عن موطئ  قدم لها بعد أن فشلت ممارساتها العسكرية عبر مليشيات الشرعية في تحقيق أي نتائج إيجابية من الممكن أن توظفها لصالح تحقيق أهدافها التي لا تخفى على أحد وترتبط بتهديد الأمن القومي العربي عبر السيطرة على المناطق الإستراتيجية والموانئ الجنوبية.

سعت تركيا من قبل للسيطرة على جزيرة سقطرى من خلال مليشيات الإخوان ودعمت أنقرة التنظيم الإرهابي الذي ظل مسيطرًا على المحافظة قبل تطهيرها على يد القوات المسلحة الجنوبية قبل ثلاثة أشهر تقريبًا، وحاولت تركيا أن توظف الجزيرة من أجل تدشين قواعد عسكرية تؤمن قواعدها التي تتواجد في منطقة القرن الأفريقي والقريبة من دولة الصومال.

وكذلك فإن تركيا استهدفت إيجاد بيئة مناسبة لتواجدها في الجنوب من خلال محافظة المهرة، وأرسلت العام الماضي ضباط تابعين لجهاز الاستخبارات التركي إلى المحافظة من أجل توظيفهم لتهديد أمن المملكة العربية السعودية وعمدت على تأليب أبناء المحافظة على التحالف العربي، كما أنها تورطت في دعم ممارسات إخوانية للسيطرة على ميناء المخا بمحافظة تعز.

يبقى الهدف الأساسي من وراء كل هذه الممارسات هو تحقيق أهداف محور الشر الذي يضم أيضًا قطر وإيران، وعمد هذا الثلاثي على عرقلة أي جهود من شأنها إيجاد حلول سياسية للأزمة الراهنة، إلى جانب أن أنقرة تسعى لتحقيق أهداف توسعية في المنطقة العربية داخل الجنوب على غرار تواجدها الحالي في سوريا وليبيا.

ترتكن تركيا على التخفي وراء الجمعيات الخيرية والمنظمات الإغاثية التابعة لها من أجل تحقيق أهدافها السياسية، وتتعامل مع المساعدات التي تقدمها هيئاتها على أنها أسلحة تدفعها نحو السيطرة على مقدرات المواطنين واحتلال أراضيهم، غير أن توالي اعتمادها على تلك السياسية كشف أمرها ما ينعكس على الفتور الشعبي التي تتعرض له حملاتها الإغاثية.

ويعد أبرز الأذرع التركية المشبوهة في الجنوب الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا"، وهي جمعية تركية تنشط بقوة إلى جانب الهلال الأحمر التركي بالجنوب في أنشطة مشبوهة أكثر منها إنسانية، وقد سعت لاستئجار مقار لها في العاصمة وعدد من محافظات الجنوب وسط انتقادات مجتمعية ودولية تتهم المنظمتين باتخاذ العمل الإنساني والإغاثي مجرد غطاء للعمل الأمني الرامي لتقويض جهود التحالف العربي في المحافظات المحررة لصالح المحور القطري التركي الإيراني.

وقبل أيام نشرت الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" على موقعها الرسمي وحسابها في موقع "تويتر" خبرًا لعملية تسليم مساعدات إنسانية لمطار عدن الدولي تتكون من كاميرات حرارية مدعمة بحواسيب مستخدمة في إطار مكافحة فيروس فيروس كورونا.

وزعمت المنظمة أن العملية تمت ضمن مشروع مساعدة السلطات لمكافحة تفشي وباء كوفيد 19.

وعلى الرغم من فشل المساعي التركية لتكوين حاضنة شعبية، بمساعدات وهمية، إلا أن أنقرة تمضي في تغلغلها في الجنوب، عبر المكونات الجنوبية المشبوهة الممولة من تنظيم الإخوان الإرهابي.