أنشطة ترفيهية تغلف العمل الإنساني الإماراتي بسقطرى
تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على الجوانب الترفيهية والثقافية إلى جانب جهودها الإنسانية الفاعلة التي تقدمها بالمحافظات المحررة، وهو ما ينعكس على كثرة حفلات الزفاف الجماعية، وإقامة الأنشطة الثقافية ورعاية المسابقات الرياضية، وهو ما يخلق تواصلا إيجابيا بينها وبين المواطنين الذين ينتظرون ملائكة الرحمة العاملين بمؤسساتها الإغاثية.
لم تتورط المؤسسات الخيرية الإماراتية في أي أفعال من شأنها أن تعكر صفو علاقتها بأبناء المحافظات المحررة، بل على العكس فإن نشاطاتها تشهد مشاركة فاعلة من المواطنين، وهو ما يساعدها على النجاح في القيام بأدوارها الإغاثية والاجتماعية بنجاح.
بالنظر إلى الدور الإغاثي الذي تلعبه دولة الإمارات في محافظة سقطرى فإنه يستهدف استعادة أجواء الجزيرة الهادئة بعد أن عمدت الشرعية على تشويهها، وبالتالي فإنها تصل إلى قطاعات عديدة طالها الإهمال مثل القطاع الزراعي والتعليمي وكذلك فإنها تعمل على استعادة هوية المحافظة عبر الأنشطة الثقافة التي تنظمها بين الحين والآخر، وأخيرا دعمت الأنشطة الرياضية البحرية التي تميزت بها الجزيرة في السابق.
وانطلق اليوم الاثنين، سباق الرجل الحديدي الرابع لأندية محافظة سقطرى، الذي تنظمه مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية.
ويشارك 41 رياضيًا من مختلف الأندية في السباق، الذي يبدأ من ميناء سقطرى بالسباحة مسافة 300 متر، ويتبعه ماراثون إلى مصنع برايم للأسماك بطول ثلاثة كيلومترات، ويعقبه سباق دراجات هوائية إلى ملعب الفقيد سعد علي سالمين بحديبو بطول سبعة كيلومترات.
وأكد مسؤول النشاط الرياضي بمؤسسة خليفة، الكابتن إسماعيل الجنيبي أن السباق يعبر عن حرص المؤسسة على استمرار الأنشطة الرياضية في سقطرى، والاهتمام بالشباب والرياضيين.
وكشف عن تشكيل لجنة خاصة للتحضير للسباق بعد اجتماع بقيادة الأندية، وشرطة السير لتأمين مسار السباق إلى الخط النهائي، موضحا أن هناك تنسيقا مع مستشفى الشيخ خليفة لتوفير الإسعافات والمسعفين، والقوات البحرية الجنوبية للتدخل بعمليات إنقاذ بحري عند الضرورة.
كما أولت مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، القطاع الزراعي، أولوية خاصة، حيث خصصت طاقما وفريق عمل لدعم المزارعين، يضم مهندسين وخبراء في القطاع الزراعي، وبما يسهل على السكان سبل العيش، وامتد هذا الدعم إلى تدريب وتعليم المزارعين كيفية التعامل مع الأشجار، ومحاربة الحشرات الضارة، وكذا تسويق منتجاتهم في السوق المحلية.
وفي ورشة عمل أقيمت في مجلس السلطان علي بن عيسى بن عفرار، أكد المهندس محمد حامد، أن مؤسسة خليفة شجعت مزارعي سقطرى على الاهتمام بالنخيل، ونفذت العديد من الحملات للقضاء على حشرة سوسة النخيل، التي دمرت معظم المزارع.
وساهمت مؤسسة خليفة بدعم المزارعين باللقاح، وافتتحت أول مصنع للتمور في الأرخبيل، حيث تشتريها المؤسسة من المزارعين، ومن ثم يتم تغليفها بالطرق الحديثة قبل بيعها في الأسواق، الأمر الذي جعل معظم المزارعين يعودون إلى زراعة المزيد من أشجار النخيل، نظرا للمردود الكبير الذي حققه نظراؤهم.
ولم يقتصر دور المؤسسة على دعم مزارعي التمور فقط، وإنما شمل الدعم القطاع الزراعي بمختلف أصنافه، حيث افتتحت المؤسسة ثلاث مزارع نموذجية لزراعة مختلف أنواع الخضار والفاكهة والفراولة، لتزويد السوق المحلية، ولتحقيق الاكتفاء الذاتي، وكسر الاحتكار، فضلا عن الخضار المستورد من الخارج.
وبالتوازي مع تلك الجهود بدأت مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، توزيع الكتب المدرسية على طلاب مدرسة عطايا النموذجية في مدينة حديبو، دعمًا لقطاع التعليم بأرخبيل سقطرى.
ودأبت المنظمة الإنسانية على تجهيزات سنوية لتعزيز قطاع التعليم بالأرخبيل مطلع كل عام دراسي جديد، للمساعدة في استقرار العملية التعليمية وانتظامها.
وأشادت مديرة مدرسة عطايا، أمال سعيد، بدور مؤسسة خليفة الإنسانية، في دعم قطاع التعليم، مشيرة إلى حرص المؤسسة على ضمان سير العملية التعليمية، في مختلف أنحاء سقطرى.
وطبعت المؤسسة 80 ألف كتاب دراسي، وتكفلت بصيانة 40 مدرسة، وتوفير الكراسي والطاولات لجميع المدارس، كما تعاقدت مع 440 معلمًا، منهم 10 معلمين مصريين، لمجابهة نقص الكوادر التربوية.