فوضى الشرعية في شبوة تستهدف تهريب المال القطري للمليشيات
ضاعفت مليشيات الشرعية من جرائمها اليومية بحق المواطنين في محافظة شبوة الواقعة تحت سيطرتها، في خطوة تستهدف تمهيد الطريق أمام وصول المال القطري الذي يمثل أحد أوجه الدعم المقدم إلى العناصر الإرهابية من أجل تهديد الجنوب أمنيا مع توالي الانكسارات التي تواجهها الشرعية على جبهات أبين.
اعتادت الشرعية على أن تلجأ لإثارة الفوضى في المناطق التي تستهدف فيها تهريب الأموال، ولعل التجربة الأبرز تظل واضحة في محافظة تعز والتي تشهد أوضاعًا أمنية مضطربة بشكل مستمر وتتوالى فيها عمليات القتل والتعذيب والاعتقال في الوقت الذي تمضي فيه مليشيات الإخوان نحو تدشين معسكرات تدريب الإرهابيين بأموال قطرية وتركية تم تهريبها إلى المحافظة أيضًا.
يرى مراقبون أن الشرعية تجد نفسها في مأزق لأنها غير قادرة على تحقيق أي انتصار يذكر على أرض الواقع، في الوقت الذي تعمل فيه على عرقلة اتفاق الرياض، وبالتالي فإنها تواجه ضغوطًا مضاعفة من قبل التحالف العربي الذي يسعى بكافة السبل لتصويب سلاحها بما يدعم حل الأزمة الراهنة، فيما تتعرض لضغوط أخرى من قبل قطر التي تمولها من دون أن تجد نتيجة لهذا التمويل.
تكمن خطورة وصول المال القطري إلى شبوة في أنه يستهدف إنقاذ مليشيات الإخوان التي أضحت قاب قوسين أو أدني من خسارة موقعها في الشرعية حال جرى تشكيل حكومة كفاءات مشتركة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، وبالتالي فإن الأموال تحاول التدخل في الوقت الضائع من أجل تغيير الأوضاع على الأرض، وهو أمر يتحسب له الاتتقالي جيدا في ظل الجاهزية الكبيرة للقوات المسلحة الجنوية.
يذهب البعض للتأكيد على أن المال القطري يحاول إيجاد صلات مشتركة بين الشرعية والمليشيات الحوثية في الجنوب، وأن تدخل قطر للهدنة بين الطرفين في مأرب سيتحول بفعل هذه الأموال إلى وقود للتقارب بينها من أجل إشعال الجنوب وتهديد الأمن القومي العربي.
كشفت صحيفة "البيان" الإماراتية، عن تنفيذ مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية مخططًا جديدًا؛ لإحكام سيطرتها على محافظة شبوة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم الأحد، إن الهدف من هذا المخطط هو الوصول إلى ميناء بلحاف، لإيجاد منفذ بحري يمكن المليشيات الإخوانية من الحصول على الدعم التركي والقطري لإثارة الفوضى في الجنوب.
ونوهت إلى أن شبوة شهدت مؤخرًا تحركات لمليشيا الإخوان، من أجل الحصول على السلاح مهربًا عبر البحر، رغم حديث الجميع عن تهدئة، بهدف تنفيذ اتفاق الرياض، مؤكدة أن المليشيات الإخوانية سهَلت أيضًا عودة عناصر تنظيم القاعدة إلى عدد من مديريات محافظة شبوة، عبر تأسيس وبناء معسكرات رسمية للجماعات الإرهابية، تحت غطاء المليشيات.
وأقدمت عناصر أمنية تتبع مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية في بيحان بمحافظة شبوة، على قتل مواطن بالرصاص.
وقال مصدر، إن المواطن صلاح حجيرة توفي متأثرًا بإصابته التي وقعت له برصاص مليشيا الإخوان التابعة للشرعية.
ويأتي هذا الحادث بعد أن هاجمت مليشيات الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، الجمعة الماضية، مدينة بيحان العليا، وأطلقت النار على المواطنين؛ ما تسبب في إصابة العديد منهم بجروح مختلفة، إلى جانب خسائر مادية كبيرة وإصابة النساء والأطفال بالخوف والرعب.
ومن جانبه قال المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، اليوم، إن قوى حكومة الشرعية تقود حربا شعواء على الجنوب.
وكتب في تغريدة عبر "تويتر": "لا شك أن أي إخلال أمني أمر مرفوض وخصوصا في ظل حرب شعواء على كل المستويات تقودها قوى في حكومة المنفى اليمنية وأحزاب يمنية ضد الجنوب".
وأضاف: "السؤال هو ما علاقة قضية الجنوب ومشروع استقلاله وربطه بهذه الاختلالات الممكن حصولها في أي دولة ومحاولة المأجورين تضخيمها".