انطلاق قطار التنمية في عدن يؤرق الشرعية الفاسدة
لعل أبرز ما يؤرق الشرعية في الوقت الحالي يتعلق بانطلاق قطار التنمية في العاصمة عدن والتي تشهد منذ تعيين المحافظ أحمد حامد لملس نشاطًا مكثفًا على مختلف المجالات لم تشهده المحافظة الجنوبية التي ظلت قابعة تحت سيطرة الشرعية الفاسدة طيلة السنوات الماضية، ما انعكس على توالي حجم العمليات المشبوهة التي تستهدف عرقلة المسيرة الحالية.
سعت الشرعية إلى اختراق العاصمة عدن من خلال نوافذ متعددة بعد أن فقدت الأمل في إمكانية اختراقها عسكريا، وكانت النافذة الأولى التي لجأت إليها عبر الزج بالنازحين من محافظات الشمال إلى العاصمة عدن في محاولة لإحداث تغير في التركيبة الديموغرافية بالمحافظة، قبل أن تلجأ للتشكيك في خطوات لملس الناجحة ومحاولة تحريك خلاياها النائمة بالمحافظة من أجل عرقلة جهوده التنموية.
مؤخرًا لجأت الشرعية إلى حيلة جديدة تمثلت في محاولة إحداث وقيعة بين أبناء الجنوب ومحافظ عدن، وذلك بعد أن طالتها أصابع الاتهام في واقعة اعتداء طقم عسكري مسلح على أحد المواطنين بالعاصمة بعد أن أظهرت التحقيقات الأولية في الحادثة مفاجأة كبيرة تتمثّل في أنّ المسلحين والطقم لا يتبعون شرطة عدن بل لأحد الألوية العسكرية من خارج العاصمة.
يرى مراقبون أن الشرعية تستفزها خطوات محافظ عدن التي يعد هدفها الأساسي خلق بيئة مدنية متطورة بعيدًا عن الأجواء التي طغى عليها إرهاب الشرعية وفسادها، لأنها تدرك أن تطور العاصمة يضيَق الخناق على خلاياها النائمة التي تجيد تحريكها كلما اقتضت الضرورة ذلك مستفيدة من البيئة الأمنية الرخوة بالعاصمة.
تحمل خطوات محافظ عدن التنموية أبعادا سياسية مهمة لأنها تكشف فساد الشرعية أمام المواطنين، وتعري جرائمها التي عهدت على ارتكابها طيلة السنوات الماضية، كما أنها تُثبت أن المجلس الانتقالي الجنوبي لديه رؤية سياسية واقتصادية وتنموية شاملة من الممكن أن تنتشل الجنوب من أزماته الحالية التي تعد الشرعية سببًا رئيسيًا بها.
ومن جانبه علق رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا أحمد عمر بن فريد، اليوم، على حالة الفوضى ومحاولة إثارة النعرات المناطقية التي تشهدها العاصمة عدن.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "ما يحدث في عدن حاليًا يؤكد لكل غافل أن الصراع هو ما بين مشروع الاستقلال للجنوب ومشروع العبودية أو إبقاء الجنوب تابعا لصنعاء".
وأضاف: "أن المناطقية ليست سوى وسيلة رخيصة زائفة تستخدم، وقد كشفها أن المحافظ من شبوة ومع هذا لا زال معسكر العبودية يصر على خلق كل أسباب عدم الاستقرار في عدن".
فيما فضح الناشط السياسي علي الأسلمي، المؤامرة الخبيثة التي تحيكها مخابرات دول محور الشر (قطر وتركيا وإيران)، عبر أذرعهم المليشياوية من الإخوان الإرهابية، لإفشال جهود محافظ عدن أحمد حامد لملس، ولعرقلة استقلال دولة الجنوب.
وكتب " الأسلمي" تغريدة عبر تويتر: "مخابرات دول تعمل بكل ما أوتيت من قوة لإفشاله -محافظ عدن- يقودها حزب الإصلاح الإخواني اليمني الزيدي في عدن، عبر أدوات رخيصة جنوبية هم يدركون جيدا ماذا تعني عدن للجنوب وقضيته العادلة".
وسط كل هذه الجرائم التي تستهدف تقويض استقرار الجنوب، يواصل محافظ عدن، أحمد حامد لملس، استعادة هيبة القانون في العاصمة، وتطبيع أشكال الحياة فيها، من خلال حملات رقابية على مختلف القطاعات، وتكليفات متجددة لفرض الانضباط بالشارع.
وكلف لملس، مدراء عموم المديريات، ومدراء الأشغال وصندوق النظافة، في اجتماع السبت، بتأهيل الحدائق وصيانة المتنزهات العامة، ودعا إلى إبراز المظهر الجمالي للعاصمة عدن، وتعزيز الجهود لاستعادة طابعها المدني والحضاري.
واستعرض حملات رفع هياكل السيارات الخردة من الشوارع الرئيسية وحملات الرقابة على الصيدليات، وجهود الرش الضبابي، وأعمال النظافة المكثفة، وطالب بتنظيم الأسواق وفرض الرقابة عليها وتركيب المحال التجارية كاميرات مراقبة، ومنع أي استحداثات عشوائية أو أعمال بناء مخالفة وغير مرخصة.