صمود الجنوب يُفسد مفخخات الشرعية
رأي المشهد العربي
تسعى الشرعية بكل ما أوتيت من قوة تفخيخ اتفاق الرياض ومحاولة تجاوزه منذ أن جرى التوقيع عليه قبل عام تقريبًا، غير أنها في كل المرات تواجه صمودًا قويًا من أبناء الجنوب يُفسد خططها، ما يجعلها مرغمة على تقديم مزيد من التنازلات مع توالي الضغوطات المحلية والخارجية عليها.
منذُ اليوم الأول للتوقيع على الاتفاق عمدت الشرعية على عرقلته، عبر أذرعها الإرهابية، بعد خروج العديد من القيادات المحسوبة على قطر، وإعلانهم عدم الاعتراف بالاتفاق من الأساس، ومحاولتهم تصعيد الأوضاع العسكرية في محافظات الجنوب، ما يحول دون تحقيق اتفاق الرياض على أرض الواقع، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل ولم تستطع إحراز أي تقدم يذكر، بالرغم من حشد أعداد ضخمة من العناصر الإرهابية المتواجدين في محافظة مأرب.
بعد أن فشلت الشرعية في مهمتها الأولى لجأت إلى حيلة أخرى عبر محاولة اختراق العاصمة عدن، قبل أن تتمكن القوات المسلحة الجنوبية من صد محاولات التقدم وأجبرت الشرعية على التموضع في محافظة شبوة على حدود أبين، وأضحت الشرعية مرغمة على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في أبين بل أنها وقعّت على قرار التزامها بآلية تسريع اتفاق الرياض والتي رعته المملكة العربية السعودية.
منذ ذلك الحين اضطرت الشرعية مرغمة على الدخول في مفاوضات تشكيل حكومة كفاءات مع المجلس الانتقالي الجنوبي ووصلت المفاوضات، التي ستكون من نتائجها قصقصة أجنحة جماعة الإخوان الإرهابية المهيمنة على الشرعية من ثم إبعاد مرتزقة قطر داخل الحكومة إلى مراحل متقدمة، غير أن الشرعية مازالت تُصر على أن يكون هناك شخصيات إخوانية محسوبة على حزب الإصلاح في مقدمة الوزارات السيادية.
ليس هناك شك في أن الشرعية سوف تلجأ إلى التراجع مجددًا عن موقفها الحالي المتمثل في إصرارها على ترشيح القيادي الاخواني المدعو نصر طه مصطفى لحقيبة وزارة الخارجية، لأنها أضحت في موقف ضعف بعد أن مُنيت بهزائم متتالية على يد القوات المسلحة الجنوبية، وأن محاولاتها لإضاعة مزيد من الوقت لن يأتي بجديد بعد أن فشلت جميع محاولاتها السابقة، في حين أضح هناك استعدادًا جنوبيًا على أعلى مستوى للتعامل مع أي تهديدات عسكرية.
يحمل استعراض القوات المسلحة الجنوبية، اليوم الثلاثاء، قدراتها المتعددة خلال العرض العسكري الذي نظمته احتفالًا بالذكرى 57 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، في محافظة سقطرى، رسائل عديدة للشرعية مفادها بأن نضال الجنوب سوف يستمر أبد الدهر، وأن الدفاع عن قضية الجنوب العادلة سيؤدي للانتصار في النهاية مهما كانت العراقيل والمفخخات.