(الغرور) خصم للإنسان

الغرور ، والتواضع .. نقيضان لبعضهما ، فالأول يدمر صاحبه ، والثاني يرفع شأنه في المجتمع ،  والأخير سمة من سمات الحكماء  يتميز بها عن بقية الناس في العالم.

من السهل أن يجعل الأنسان من اسمه  عنواناً للبطولات ، ومن الصعب أن يحافظ عليها حينما  يغزو  عقله  الغرور ؛ لأنه جدير بإسقاط تلك البطولات الوهمية الراسخة في دماغه ومن صناعة أنصاره.

الاعتراف بحقيقة نفسك أفضل من الهرولة خلف الوهم ، فالرئيس هادي رجلٌ عسكريٌ رائعٌ لكنه ليس رجلاً سياسياً قطعاً ، فالفرصة التي مُنحت له لم ولن تمنح  لأي زعيم عربي آخر  ولن تتكرر مرة ثانية على الإطلاق.

الغرور عندما يغزو  عقل  السياسي أو المثقف يقتله ذلك الغرور ، فالرئيس هادي غرر به مَن حوله ، وأكثر الناس بالغ في حنكته هم مهرجو الفسفسة الإلكترونية ،  فهؤلاء هم الخصم الحقيقي للرئيس ، فلو أدرك الرئيس هادي حقيقة إمكانياته وقدراته لأدرك أن دول التحالف هي من جعلت اسمه يلعلع في أسواق الفسفسة الإلكترونية.

لم يتبقَ للرئيس هادي غير نافذته الجنوبية ، فإن راجع إدارته في إدارة العملية السياسية فيتوجب عليه  فتح نافذته السياسية الحقيقية  مع المجلس الانتقالي الجنوبي ، وفي حال فتحها فاإنه سيضع  كل الأطراف اليمنية  في زريبته ، فهل مستشاروه الجنوبيون قادرون على تغيير المعادلة لصالح الرئيس أم ستظل إدارته على حالها حتى ينتهي به الحال إلى حلول سياسية ناقصة ؟! .