خروقات الحوثي في الحديدة.. عراقيل المليشيات تُفخِّخ مساعي السلام
رسائل متواصلة تصر المليشيات الحوثية على توجيهها تعبيرًا عن خبث نواياها وعملها على إطالة أمد الحرب العبثية على صعيد واسع، من خلال سلسلة طويلة من التصعيد العسكري.
المليشيات الحوثية تواصل شن اعتداءات مسلحة في محافظة الحديدة، في إصرار منها على إطالة أمد الحرب وإجهاض أي محاولات تبذلها الأمم المتحدة، عبر مبعوثها مارتن جريفيث، من أجل التوصُّل إلى حل سياسي يوقف لهيب الحرب.
ففي أحدث الاعتداءات الحوثية، شنّت المليشيات الموالية لإيران 60 خرقًا للهدنة الأممية في محافظة الحديدة، خلال الساعات الماضية، حسبما وثَّقت القوات المشتركة على الأرض.
مصادر ميدانية أوضحت أنَّ الخروقات وقعت في مناطق متفرقة بمديريتي حيس والتحيتا، وأشارت إلى أنَّ المليشيات قصفت القرى ومزارع المواطنين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
الإصرار الحوثي على التصعيد العسكري بهذا الشكل يمكن القول إنّه سبب رئيس في إطالة أمد الحرب وتعقيد أي محاولات من أجل التوصّل إلى حل سياسي، بعدما طال أمد الحرب أكثر مما يُطاق.
وبذلت الأمم المتحدة جهودًا مضنية من أجل التوصّل إلى حل سياسي، يهدف إلى إحداث تهدئة فعلية على الأرض، بالنظر إلى الأزمة الإنسانية الفادحة التي نجمت عن الحرب الحوثية العبثية.
وفيما قدّمت الأمم المتحدة عدة مقترحات من أجل التوصُّل إلى حل سياسي، لكنّ المليشيات الحوثية دأبت على غرس العراقيل أمام سبل هذا الحل الذي يخمد لهيب الحرب بشكل أساسي.
هذا التعنت الحوثي راجعٌ في الأساس إلى أنّ المليشيات تتربح كثيرًا سواءً ماليًّا أو عسكريًّا من إطالة أمد الحرب، وأنّ بقاءها مرتبطٌ في الأساس باستمرار هذا الوضع العبثي.
إصرار الحوثيين على التصعيد العسكري يتوجّب أن يفطن إليه المجتمع الدولي، وبالتالي من اللازم أن يُترجم هذا الأمر في إجراءات يتم اتخاذها ضد هذا الفصيل الإرهابي، عبر ممارسة ضغوط ملزمة على هذا الفصيل المدعوم إيرانيًّا.