الوطن وليس الحصص.. نظرة على استراتيجية الانتقالي المرحلية
استراتيحية حكيمة تلك التي يتبعها المجلس الانتقالي الجنوبي، في تعامله مع ملف اتفاق الرياض الموقّع مع حكومة الشرعية، وتحل اليوم الخميس ذكرى سنويته الأولى.
الاتفاق الذي يتضمّن تشكيل حكومة جديدة، يهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية الموالية لإيران، بعدما أقدم حزب الإصلاح بمليشياته الإرهابية على تحريف بوصلة الحرب على هذا الفصيل الإرهابي.
وفي ظل الجهود المضنية التي تبذلها المملكة العربية السعودية دفعًا نحو تشكيل حكومة جديدة، فإنّ المجلس الانتقالي يبدي انخراطًا كاملًا إلى جانب التحالف العربي.
"الانتقالي" يتعامل وفقًا لاستراتيجية مرحلية تراعي في الوقت الراهن حسم الحرب على الحوثيين، وهو ما يؤكّد أنّ القيادة الجنوبية تنخرط إلى جانب التحالف في مواجهة المشروع الفارسي.
في الوقت نفسه، فإنّ قضية الجنوب العادلة الرامية إلى استعادة الدولة وفك الارتباط ستظل هي القضية الرئيسية للمجلس الانتقالي، وبالتالي فإنّ القيادة الجنوبية تتعامل مع قضية وطن ولا يشغلها حصص ومناصب في حكومة.
تأكيدًا لذلك، فقد أكّد رئيس لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي السفير قاسم عسكر أنّ المجلس لا يرغب في الوزارات والمناصب، لكن هدفهم التوصل إلى توافق.
وأضاف عسكر في حديثٍ لوكالة "سبوتنيك"، أنّ أعضاء وفد الانتقالي في الرياض لا يتحدثون عن حصصهم وإنما عن الجنوب بشكل عام، لأنه يجب أن تكون هناك شراكة حقيقية وواضحة وأن يحصل على حقه أيضا في الوزارات السيادية والوزارات المهمة.
مساعي الانتقالي نحو إنجاح اتفاق الرياض والمسارعة في تشكيل الحكومة هو أمرٌ يندرج في إطار وقوف الجنوب إلى جانب التحالف العربي في القضاء على المشروع الحوثي الإيراني، لكن القيادة الجنوبية ملزمة في الوقت نفسه باتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحمي الوطن من المؤامرات الخبيثة التي تُحاك ضده.