ظاهرة مصطفى المومري ليست يمنية فقط !
ياسر اليافعي
- التحالفات غير الوطنية، طريق الحوثيين إلى السلطة!
- ما الفائدة من حضور الرئيس الزبيدي في الأمم المتحدة؟
- علي عشال الجعدني
- معين عبدالملك يُعمق الفوضى
الجيل الأول من مستخدمي الأنترنت، الى الان الكثير منهم مش مستوعب التغيرات الكبيرة التي حدثت والطفرة في مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على جيل المراهقين بشكل خاص وعامة المجتمع بشكل عام .
خلال العشر السنوات الأخيرة حدث تطور كبير في مجال تكنولوجيا الاتصالات والانترنت، وبات الهاتف المحمول المزود بخط انترنت وكيمرا حديثة بيد كل شاب ومراهق بغض النظر على مستواه التعليمي والثقافة التي يحملها .
هذه الطفرة في مجال الاتصالات والانترنت والتنافسية الشديدة بين الشركات التي تقدم هذه التكنلوجيا، ساهم بشكل كبير في انتشارها بين الشباب والمراهقين وحتى عامة الناس، ووجدوها أداة يعبروا فيها عن انفسهم وعن ذاتهم بغض النظر عن المحتوى الذي يتم تقديمه .
في نهاية التسعينات ومطلع الالفية الجديدة، كان الأمر مختلف عما هو موجود اليوم حيث تعود الجيل الأول من المتعاملين مع شبكة الانترنت على المنتديات ومواقع الأنترنت التي كان يدخلها نخبة قليلة جداً ممن يجيد استخدام الكمبيوتر ويمتلك خط انترنت، والتي كان جلها يحتوي نقاش جاد في قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية وحتى ترفيهية .
لكن مع مرور الوقت تطورت تكنولوجيا الاتصالات، بشكل كبير جداً، وصلنا الى تقنية 5G واحدث الهواتف المحمولة وبأسعار في تنازل الجميع، فقط كل ما تحتاجه خط جوال وشريحة فيها خدمة الانترنت واشتراك في مواقع التواصل الاجتماعي يمكنك من الوصول الى الالف من المتابعين أي تتحول الى قناة فضائية وبكل يسر وسهولة .
وبالتزامن مع ذلك شهدت منطقتنا العربية صراعات وحروب متعددة، ساهمت بشكل سلبي في حدوث فجوة كبيرة بين هذه التكنولوجيا ومستخدميها، أي ان هذه التكنولوجيا وصلت الينا ونحن غير مستعدين لها بالمطلق، وبات الجميع يستخدمها بدون أي قيود او ضوابط، بما جعلها تعمق الصراع السياسي والمجتمعي .
وتسبب ذلك في بروز ظاهرة الشهرة للسطحيين والتافهين واشباه المجانين، ليس في اليمن فقط، ولكن معظم الدول العربية تعاني منها، مثلاً في مصر برزت ظاهرة فناني المهرجانات الذين تمكنوا من تحقيق مشاهدات عالية جداً على موقع اليوتيوب لم يسبقهم اليها الفنانيين الكبار بل ان احدهم ويدعا " حمو بيكا " وصل به الغرور الى مهاجمة نقابة الفنانيين المصريين والفنان المعروف هاني شاكر، ووصل به الامر الى انه يتحداهم وينسف تاريخهم الفني، ومعه عشرات الالاف من المتابعين والمعجبين من المراهقين، ووصل للتراند على يوتيوب وتطبيق التيك توك مرات متعددة، مما جعل مواجهتهم من قبل النقابة فيها صعوبة كبيرة كونهم يجدون مواقع التواصل الاجتماعي ساحة للتعبير عن ما يرونه فن بغض النظر عن موقف النقابة من منعهم او الاعتراف بهم.
في السعودية ايضاً هند القحطاني كل اسبوع تصل ترند على تويتر، ولا تملك غير جمالها تستعرض به على سناب شات والتيك توك ولم تقدم للسعودية شي يذكر، وتعد من ابرز مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي ليس فقط في السعودية ولكن في الخليج.
وفي اليمن ايضاً برز مصطفى المومري وهو شاب لا يجيد غير الزعيق والسب والشتم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتمكن من الوصول الى الالاف المعجبين، ليس من المراهقين فقط ولكن لعدد كبير من المواطنين بمختلف الاعمار، وتمكن من حشد الالاف من المتابعين في ميدان السبعين بصنعاء لحضور عرسه وهو ما اثار مخاوف الحوثيين من شعبية الرجل .
الحقيقة ان هذه الظاهرة التي تتزايد مع الوقت، لها مخاطر كبيرة على المجتمع كونها تأتي على حساب نخبة المجتمع من علماء ومثقفين وشعراء وفنانيين ولذلك مخاطر كبيرة على الأجيال القادمة وعلى ثقافة وسلوك المجتمع بشكل عام .
مشكلتنا في الوطن العربي اجتياح العولمة لنا، في وقت لم نكن مستعدين لها، سواء كانت العولمة السياسية او التكنولوجية او الاقتصادية، لذلك ندفع ثمن باهض في كل المجالات .
وللتقليل من الضرر لا بد من اجراء دراسات حول هذه الظاهرة، وكيف الحد منها، ويجب ان تكون هناك قوانين صارمة تنظم العمل على مواقع التواصل الاجتماعي، بما يساهم في ابراز نخبة المجتمع لا العكس .