الحوثي يجس نبض المجتمع الدولي بتصعيد جديد ضد السعودية
أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية على التصعيد مجددا ضد المملكة العربية السعودية بعد ساعات قليلة من إعلان فوز مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن، في خطوة وصفها مراقبون بأنها بمثابة جس نبض للإدارة الأمريكية الجديدة التي قد تكون أكثر قربا من إيران بعكس إدارة ترامب المنتهية ولايته.
يرى سياسيون أن الضغوطات الدولية التي مارستها أطراف عديدة على المليشيات الحوثية للانخراط في الإعلان المشترك لن يكون لها أثر خلال الفترة المقبلة لحين تولي الرئيس الجديد منصبه، انتظارا لما سوف تسفر عنه سياساته تجاه أزمات منطقة الشرق الأوسط بوجه عام، والأزمة اليمنية على وجه التحديد، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يذهب الحوثي لمزيد من الحلول العسكرية.
يذهب البعض للتأكيد على أن العمليات الإرهابية للمليشيات الحوثية سوف تأخذ في التصاعد والخفوت خلال الفترة المقبلة لحين تولي الرئيس الجديد منصبه، لكن الأكيد أن المليشيات لن تنخرط في أي حلول سياسية خلال تلك الفترة لأنه من المتوقع أن تنفتح إدارة بايدن بشكل أكبر على إيران أسوة بتعامل الديمقراطيين مع طهران خلال السنوات التي سبقت تولي دونالد ترامب.
لكن آخرين يرون أن المليشيات قد تذهب إلى الحل السياسي حال كان هناك تنسيق خفي بينها وبين الشرعية لتقسيم مواقع النفوذ، وفي تلك الحالة فإن الأمن القومي العربي سوف يكون مهددا لتصاعد نفوذ إيران وقطر وتركيا في اليمن، تحديدا وأن المليشيات الحوثية لا تتوقف عن استهداف المملكة العربية السعودية بالرغم من إعلان المملكة وقف إطلاق النار لأهداف إنسانية مع انتشار جائحة كورونا.
أعلنت قوات التحالف العربي، مساء اليوم الاثنين، تدمير طائرتين بدون طيار لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وقال في بيان، إن المليشيا الإرهابية أطلقت المُسيرة المفخخة تجاه الأراضي السعودية، مشيرة إلى محاولات الاستهداف المتعمد للأعيان المدنية والمدنيين بالمنطقة الجنوبية.
قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش إن الأسلحة الإيرانية لاتزال تتدفق إلى اليمن، لدعم المليشيات، في إشارة إلى مليشيا الحوثي الإرهابية، وأضاف اليوم الاثنين، أن إيران وتركيا أصبحتا متوائمتين في المنطقة عبر تدخلهما الخارجي، لافتًا إلى أن أنقرة تعزز دور المليشيات في ليبيا.
وخلال الشهر الماضي تمكن التحالف العربي من استهداف مواقع إستراتيجية للمليشيات الحوثية وهو ما كبد العناصر المدعومة من إيران خسائر عديدة في الأرواح والعتاد، فيما قامت المليشيات بتكثيف إطلاق الطائرات المسيرة على المملكة العربية السعودية من دون أن تصيب أهدافها، في وقت نجح التحالف العربي في التعامل معها باحترافية شديدة.
ولم تجد المليشيات الحوثية سبيلا سوى أن تقدم على تكثيف إطلاق الطائرات المسيرة هنا وهناك في رسالة مفادها أنها ماضية في التصعيد العسكري وأن الحل السياسي سيكون بعيدا عن خياراتها بعد أن أقدمت على التصعيد داخل اليمن وباتجاه المملكة العربية السعودية طيلة الأشهر الماضية.
