اتفاق الرياض ضحية التنسيق العسكري بين الشرعية والحوثي
بعد مرور عام على اتفاق الرياض وبعد أن طالب العديد من القوى الإقليمية مرارا وتكرارا بضرورة تنفيذ بنوده، وبعد أن بذلت المملكة العربية السعودية جهودا حثيثة لإنزال الاتفاق على الأرض، لم تف الشرعية بما وقعت عليه في العاصمة السعودية قبل عام تقريبا بل إنها أخذت في إفشال الاتفاق بكافة السبل.
هناك أسئلة عديدة تثار في أذهان المواطنين والخبراء أيضا للتعرف على الأسباب الحقيقية التي تدفع الشرعية لتجاهل كل هذه الضغوط لتسير باتجاه إفشال تنفيذ بنوده، وهو سؤال لديه إجابات عديدة على رأسها أن جيش الشرعية لن يستطيع أن يحول رصاص أسلحته باتجاه المليشيات الحوثية في ظل التنسيق العسكري المتزايد بين الطرفين والذي بدا واضحا في وقائع عديدة.
لعل الواقعة التي تحدثت عنها وسائل إعلام عربية ومحلية بشأن تورط الشرعية في إرسال أحد مبعوثيها من طلاب الكلية الحربية إلى السودان من أجل الحصول على دورات تدريبية بالكلية الحربية بالخرطوم قبل أن يجاهر بترديد الصرخة الإيرانية في أحد التدريبات ومن ثم فصله من إدارة الكلية وتدخل محسن الأحمر والمقدشي من أجل محاولة إعادته مجددا أبرز دليل على وصول التنسيق بين الطرفين إلى مراحل متقدمة.
يمكن القول بـأن اتفاق الرياض ضحية التنسيق العسكري بين المليشيات الحوثية وجيش الشرعية، لأن هناك تعاونا مشتركا بين الطرفين لا يظهر للعيان لكن يمكن ملاحظته في تسليم وتسلم جبهات الشمال إضافة إلى وجود المليشيات الحوثية على أطراف محافظتي مأرب وتعز الواقعتين تحت سيطرة الشرعية من دون أن يكون هناك اشتباكات فعلية بينهما.
إضافة إلى أن القوات المسلحة الجنوبية كثيرا ما ضبطت عناصر حوثية تقاتل في صفوف الشرعية، والعكس صحيح إذ أن معارك الضالع كانت شاهدة على مشاركة عناصر من الشرعية تقاتل إلى جانب المليشيات الحوثية، وبالتالي فإن تغيير المعادلة الحالية لن يمر بسهولة وسيواجه صعوبات حتى وإن جرى الخروج بحكومة كفاءات جديدة.
يرى مراقبون أن التنسيق العسكري بين الشرعية والحوثي يجري بتنسيق إقليمي من قبل قطر وإيران واللتين تتواجدان في صنعاء بأدوات وأشكال مختلفة، وأن هذا التواجد مهمته أن يضع الأطر الأساسية للتنسيق بين الجانبين بما يضمن الذهاب في الطريق المقابل لاتفاق الرياض وبما يدفع لاستمرار الأوضاع على ما هي عليه الآن.
في تصعيد خطير قد يقوض جهود الخروج بحكومة الكفاءات، اعتدت مليشيا الإخوان الإرهابية، اليوم الاثنين، على مواقع القوات المسلحة الجنوبية، في جبهة الطرية بمحافظة أبين.
وخلف العدوان الغادر ثمانية شهداء من رجال القوات الجنوبية، وأربعة جرحى، في هجوم يناقض التزامات الشرعية باتفاق التهدئة الذي رعته المملكة العربية السعودية، للتعجيل باتفاق الرياض.
وتواصل الشرعية، تصعيدها العسكري في جبهة أبين، لإحباط جهود الوساطة السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض، وفصل القوات في أبين.
ودأبت رموز الشرعية الإخوانية على استقطاب العناصر الإرهابية من مأرب عبر قياداتها، من خلال مسارات تهريب، واحتضانها في معسكراتها بشقرة، في تحركات تبرهن على استمرار العدوان على الجنوب.
فيما جدد السفير السعودي لدى اليمن، محمد بن سعيد آل جابر، في لقائه المستشار السياسي بسفارة اليابان في المملكة، يوئتشي ناكاشيما، على أهمية تنفيذ اتفاق الرياض لتعزيز الأمن والاستقرار.
وشدد الطرفان، في لقاء افتراضي عبر الإنترنت، على ضرورة سرعة معاينة خبراء الأمم المتحدة لناقلة النفط صافر، وعبرا عن استمرار دعم جهود الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، بهدف الوصول إلى حل سياسي شامل.