قراءة في هجوم الطرية.. بين إرهاب الشرعية وغضبة الجنوب
على الرغم من التزام الجنوب بضبط النفس في تعامله مع اتفاق الرياض سياسيًّا وعسكريًّا، فإنّ حكومة الشرعية عبر مليشياتها الإخوانية تواصل خرق الاتفاق من أجل إفشاله، وذلك من خلال تصعيد عسكري متواصل.
الساعات الماضية كانت شاهدةً على إرهاب إخواني متفاقم، حيث اعتدت مليشيا الإرهابية، على مواقع القوات المسلحة الجنوبية، في جبهة الطرية بمحافظة أبين.
العدوان الإخواني الغادر خلَّف ستة شهداء من رجال القوات الجنوبية، وأربعة جرحى.
الهجوم الإخواني يضاف إلى سلسلة طويلة من الخروقات العسكرية التي دأبت مليشيا الشرعية على ارتكابها طوال الفترة الماضية، من أجل إفشال اتفاق الرياض الموقّع في نوفمبر من العام الماضي، ولم يحقّق نجاحه المأمول بسبب إرهاب الشرعية.
ولعل ما برهن على ذلك أنّ رموز الشرعية الإخوانية دأبت طوال الفترة الماضية على استقطاب العناصر الإرهابية من مأرب عبر قياداتها، من خلال مسارات تهريب، واحتضانها في معسكراتها بشقرة، في تحركات تبرهن على استمرار العدوان على الجنوب.
اعتداءات الإخوان العسكرية تأتي في وقتٍ يمارس فيه الجنوب التزامًا سياسيًّا وعسكريًّا، وذلك من أجل إنجاح اتفاق الرياض وذلك بالنظر إلى أهميته الاستراتيجية والعسكرية فيما يتعلق بالعمل على ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
وفيما دخل الإرهاب الإخواني ضد الجنوب هذه المرحلة التصعيدية يحتم على القيادة الجنوبية اتخاذ مزيد من الإجراءات التي تتضمن وضع خطوط حمراء تحمي الوطن من شرور الشرعية وتفاقم الاعتداءات الإخوانية.
ويملك الجنوب حقًا أصيلًا في اتخاذ إجراءات كاملة ما من شأنها أن تحفظ أمن أراضيه من الاعتداءات الخبيثة التي تنفّذها الشرعية عبر مليشياتها الإخوانية، لا سيّما أنّ الحفاظ على أمن الجنوب وردع الإرهاب الذي يتعرض له الوطن يظل أولوية قصوى لدى القيادة الجنوبية.
وفيما لا يمكن اختبار صبر الجنوب كثيرًا في المرحلة المقبلة، فإنّ المزيد من الضغوط يتوجّب أن تتم ممارستها على حكومة الشرعية من أجل الالتزام بمسار اتفاق الرياض، لا سيّما أنّ الجنوب لا يمكنه أن يلتزم الصمت حيال ما يتعرّض له من تهديدات.