صبر الجنوب.. لغة للقوة ورسالة للشرعية
رأي المشهد العربي
صَبَر الجنوب كثيرًا من أجل اتفاق الرياض، والتزم بضبط النفس من أجل هذا المسار الاستراتيجي شديد الأهمية، لكنّ الجانب الآخر لم يتوقّف عن اعتداءاته وخروقاته، أو بمعنى أدق إرهابه وإجرامه.
المجلس الانتقالي اتبع استراتيجية هادئة وعاقلة على مدار عام كامل عملًا على إنجاح اتفاق الرياض، وذلك لقناعته وإدراكه لأهمية هذا المسار في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما أقدم حزب الإصلاح الإخواني طوال الفترة الماضية على تشويه هذه البوصلة على مدار السنوات الماضية.
ومع تفاقم الإرهاب الإخواني ضد الجنوب، يبدو أنّ المرحلة المقبلة باتت تتطلب استراتيجية من نوع آخر، فالقيادة السياسية تضع أمن الجنوب والحفاظ على مكتسبات قضيته العادلة على رأس الأولويات.
المرحلة المقبلة - التي من غير المتوقع فيها أن يخفت صوت الإرهاب الإخواني- تستلزم أن يتحدث بها الجنوب بلغة القوة والحسم، وأن يرسم خطوطًا حمراء لا يسمح بتجاوزها مهما تفاقم إرهاب الشرعية، ولا شك أنّ القوات المسلحة الجنوبية على استعداد تام من أجل النجاح في هذا الأمر، كما أنّها قادرة على تأمين الوطن مهما كثرت التحديات.
لغة القوة ستبعث برسالة حاسمة للشرعية، بأنّ إصرارها على التصعيد العسكري ضد الجنوب يعني أنّها تطلق الرصاص على نفسها، وأنّها تخوض حربًا لن تكون خاسرة وحسب لكنّها ستكون مزلزلة ومدمرة أيضًا، عقابًا للشرعية المخترقة إخوانيًّا على إرهابها الغاشم والمتصاعد.
قوة الجنوب الحاسمة سينظر إليها بأنّها دفاع عن النفس وحماية لأمن الوطن من مؤامرة الأشرار، ولن يكون ذلك تخليًّا من الجنوب عن الحرب على الحوثيين، فالجنوب جزءٌ رئيس من المشروع القومي العربي الذي يتصدّى للأجندة الإيرانية التي تسعى لإحداث تمدّد فارسي في المنطقة برمتها.
واستنادًا لما قدّمه الجنوب طوال الفترة الماضية من بطولات حقيقية وموثقة في مكافحة الإرهاب الحوثي، سيظل الجنوب أيضًا جزءًا رئيسيًّا من المشروع القومي الذي يقوده التحالف العربي في التصدي لـ"الخبثاء الأشرار".