جرائم النهب التي يغذّيها الحوثيون.. كيف تفاقم المأساة؟

الخميس 19 نوفمبر 2020 00:23:00
جرائم النهب التي يغذّيها الحوثيون.. كيف تفاقم المأساة؟

فيما أشهرت المليشيات الحوثية سلاح الفوضى الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فإنّ الوضع هناك يتضمّن تفشيًّا مرعبًا لجرائم النهب والسرقة على نحوٍ يلعب دورًا رئيسيًّا ومباشرًا فيما يتعلق بتصاعد الأزمة الإنسانية.

ففي محافظة إب الخاضعة لسيطرة وقبضة حوثية غاشمة، ابتكرت عصابات النهب والسرقة أساليب جديدة، في ظل حالة الانفلات الأمني المتواصلة.

مصادر محلية كشفت اليوم الأربعاء، أنّ المحافظة شهدت جريمة سرقة نفذها شخصان على متن دراجة نارية لسيدة بجوار جامع الفاروق بحارة الجمري في مديرية المشنة.

المصادر أوضحت أنّ سائق الدراجة ومرافقه قاما بانتزاع حقيبة يد السيدة، بعد المرور بجانبها هي وطفلتها في الشارع، حيث تسبّبا بكسر في ذراع السيدة، قبل أن يلوذا بالفرار.

مثل هذه الجرائم التي تنهش في عظام إب لا تنفصل أبدًا عن السياسة الخبيثة التي تتبعها المليشيات الحوثية والتي تقوم على إفساح المجال أمام الفوضى الأمنية وتزايد معدلات الجريمة بشكل لا يتحمّله بشر.

وعملت المليشيات الحوثية الموالية لإيران على زرع عصابات تمارس وترتكب مثل هذه الجرائم على صعيد واسع، ضمن إرهاب يُشكّل وسيلة تربح أيضًا لهذا الفصيل الإرهابي.

تفاقم جرائم النهب والسرقة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين لا شكّ أنّه لعب دورًا رئيسيًّا ومباشرًا في تصاعد الأزمة الإنسانية بشكل مروّع، وارتفاع معدلات الفقر.

ومن تبعات هذا الوضع المروع، يعاني اليمن وتحديدًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين من أزمة فقر حادة، ولعل الدليل الأكثر وضوحًا على ذلك هو الانتشار المكثف للمتسولين في معظم الأحياء، يجوبون الشوارع وتقاطعات الطرق والأسواق، يفترشون الأرصفة وأبواب المساجد والمحال التجارية والمنازل، أملًا في الحصول على مساعدات مالية أو عينية.

وقد أصبح التسول من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشارًا، بسبب تفشي الجوع وفقد الوظيفة وموت العائل، واللافت - وفق تقارير أممية - أنّه لا تقتصر ظاهرة التسول على شريحة كبار السن الذين يمكن أن يتعاطف الناس معهم، فالأطفال والنساء انضموا أيضًا إلى طابور كبير من المتسولين الذين تمتلئ بهم شوارع المدن.

وكان البنك الدولي قد أعلن - في وقتٍ سابق - أنّ الحرب الحوثية تسبّبت في وقوع أكثر من 21 مليون نسمة من أصل 26 تحت خط الفقر، أي 80% من تعداد سكان البلد المضطرب، في حين قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنّ قرابة 24 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية.

بالإضافة إلى ذلك، كشف تقرير حديث لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "OCHA" أنّ ما يقرب من 50% من الأسر في اليمن بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

كما كشف تقرير حديث لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "OCHA" أنّ ما يقرب من 50% من الأسر في اليمن بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.