التحشيد الإخواني في أبين.. الشرعية تنسف الجهود السعودية
فيما تواصل المملكة العربية السعودية جهودًا دؤوبة للدفع نحو إنجاح اتفاق الرياض بالنظر إلى أهميته العسكرية الكبيرة، فإنّ الشرعية تواصل السير في اتجاه آخر، يرمي أولًا وأخيرًا إلى إفشال هذا المسار.
ففي خطوة إخوانية شديدة الخبث، تحرّك 12 طقمًا لمليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، وهي تضم عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين نحو جبهات أبين، وذلك حسبما رصدت القوات المسلحة الجنوبية.
مصادر ميدانية قالت إنّ الأطقم الإخوانية تحركت تجاه القطاع الأيسر، الذي يشهد مواجهات مع عناصر المليشيات الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية.
التحشيد الإخواني الإرهابي ضد الجنوب يحمل رساسة واضحة بإصرار المليشيات التابعة للشرعية على التعصيد العسكري ضد الجنوب، وهو ما يُمثّل رسالة واضحة تُعبّر عن خبث نواياها دفعًا نحو إفشال اتفاق الرياض على الرغم من أهميته الاستراتيجية.
إصرار الإخوان على التصعيد العسكري ربما يُمثّل نسفًا للجهود السعودية التي تبذلها المملكة من أجل إنجاح اتفاق الرياض، كونه يستهدف ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية الموالية لإيران، وذلك بعدما أقدم عمل حزب الإصلاح طوال الفترة الماضية، على تشويه بوصلة الحرب عبر علاقاته الخبيثة مع الحوثيين.
التحشيد العسكري الإخواني ضد الجنوب يجعل اتفاق الرياض على المحك، وينذر كثيرًا باحتمالات فشله بالنظر إلى إصرار مليشيا الشرعية على جعل بوصلة الحرب والعداء موجّهة ضد الجنوب.
المشهد الآخر من الوضع الراهن يتمثّل في موقف الجنوب مما يجري على الأرض، فمن جانب تواصل القيادة السياسية الجنوبية،ممثلة في المجلس الانتقالي، الالتزام الكامل ببنود الاتفاق وذلك إدراكًا لأهميته الاستراتيجية وكذا تقديرًا لدور السعودية في هذا الصدد.
ومنذ توقيع الاتفاق في نوفمبر من العام الماضي، أفسح الجنوب المجال أمام إنجاح الاتفاق معبّرًا عن ذلك بجنوحه المتواصل، لكنّ هذا الأمر لا يُعبّر أبدًا عن وهن وضعف، فالجنوب يظل متلزمًا كذلك بتأمين نفسه وصد الاعتداءات التي يتعرض لها الوطن،باعتبار أنّ حفظ الأمن يمثّل أولوية لا جدال بشأنها.
ما يبرهن على ذلك هو أنّ الشرعية التي تصر على التصعيد، تُمنى بخسائر ضخمة في مواجهة القوات المسلحة الجنوبية، ووصل الأمر إلى مقتل عناصر بارزة من معسكر الحكومة المخترقة إخوانيًّا في الجبهات، ما يبرهن على أنّ الجنوب لا يمكن أن يكون لقمة سائغة.