ضرورات استئصال الإصلاح

الخميس 26 نوفمبر 2020 18:00:00
ضرورات استئصال "الإصلاح"

رأي المشهد العربي

فيما تتواصل التعقيدات في الوضع اليمني برمته، فإنّ ما يجري على الأرض سياسيًّا وعسكريًّا يكشف كيف أنّ حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي شريكٌ رئيسٌ في حالة العبث الكبيرة التي بلغها المشهد الراهن.

عبثية الوضع الراهن تتحمّل قسطًا كبيرًا منه المليشيات الحوثية، بعدما أشعل هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران حربًّا غاشمة، كبّدت السكان أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم، في وقتٍ تعمل فيه المليشيات على تحقيق مزيدٍ من المصالح المتعلقة تحديدًا بكسب الأموال ومضاعفة الثروات.

لكن هذا لا يعني أنّ المليشيات الحوثية الإرهابية تتحمّل وحدها مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، لكن حزب الإصلاح ارتكب على مدار الفترة الماضية الكثير من الخطايا التي تُحتم ضرورة استئصال هذا النفوذ الإخواني بشكل كامل.

حزب الإصلاح استطاع أن تكون له الكلمة العليا في معسكر الشرعية، وذلك بعدما فرض سيطرته الغاشمة على جيش الشرعية، وألحق إلى صفوفه الكثير من العناصر الإرهابية التي تُحرّكها مصالح وأهداف تنظيم الإخوان الإرهابي.

هذه الهيمنة الإخوانية جعلت الجيش التابع للشرعية لا يخوض الحرب بشكل جدي على الحوثيين، بل تمادى في ذلك من خلال الإقدام على تسليم الجبهات والمواقع المهمة للمليشيات الموالية لإيران، ما أتاح لها فرصة التمدّد العسكري على الأرض.

كما أنّ هذه السياسة الإخوانية الخبيثة كبّدت التحالف العربي تأخّر حسم الحرب على المليشيات الحوثية، بالنظر إلى قدرة الفصيل الموالي لإيران من توسيع دائرة نفوذه على الأرض بشكل كبير.

سياسيًّا، لم يكن الحال مغايرًا كثيرًا، فحزب الإصلاح المسيطر على الشرعية استغلّ هذه الهيمنة ويواصل العمل على إفشال اتفاق الرياض، ذلك المسار السياسي الموقّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية الذي يستهدف ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، لكنّ خروقات المليشيات الإخوانية أفشلت هذا المسار، على الأقل حتى الآن.

الأزمة الإنسانية في البلاد تعد أحد مظاهر فساد الشرعية الإخوانية الذي تجاوز الصعيدين السياسي والعسكري، إلى مستوى تقنينه ليستغله حزب الإصلاح في تكوين ثروات ضخمة تصب في جيوب رموزه، وعلى رأسهم الجنرال الإرهابي علي محسن الأحمر.

هذا الوضع المعقد والعبثي يستلزم ضرورة استئصال النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية بشكل كامل، وذلك من أجل المضي قدمًا في أولى خطوات الحسم العسكري وتحقيق الاستقرار السياسي، والمعيشي أيضًا.