كيف نفهم مستجدات اليوم وتعامل مثقفي الجنوب معها

صحيح إننا تعرضنا لضربات قوية ومتتالية من حيث الأضرار البشرية المؤلمة التي أزهقت أرواحاً طاهرة ودماءً نقية لصفوة من مقاتلينا الأبطال خلال الأسبوعين الماضيين وفي مقدمتها الشهيد البطل عوض السعدي.

لكن مايجب أن نفهمه هو أن الحرب سجال، وأن العدو لم يجروء رغم امداداته العسكرية الضخمة على المواجهة المباشرة، حيث كان الخاسر الوحيد حين حاول ركبه الغرور للتسلل ولم يحصد سوى الفشل وجر أذيال الهزيمة بكل تلك المحاولات التي ترك فيها معداته وجثث قتلاه ليعود لمواقعه خائباً.

في الوقت الذب لم يسقط أيٍ من أبطالنا بتلك المواجهات المباشرة التي كانوا منتصرين فيها دائما، لكن اغتالتهم عن بعد قذائف الطيران التُركي المُسير وقذائف الهاون والمدفعية بعيدة المدى وأجهزه تحديد المواقع المدفوعة الثمن قطريا

وهو أسلوب لايعبّر عن قوة أو شجاعة، بل ينمّ رغبة قي القتل انتقاما من مقاتلينا الأبطال الذي افشلوا كل محاولاتهم لتنفيذ مخططات أسيادهم لإعادة إخضاع عدن الأبية لسيطرتهم.

وبالقدر الذي التزم فيه أبطالنا بالدفاع تنفيذا لتوجيهات قيادتنا السياسية، التي كان شعارها وصلب أولوياتها حرمة الدم الحنوبي وقيادة الجنوب بطريق آمن لاستعادة دولته عبر التفاوض السياسي مع انتهاج الدفاع للحفاظ على مكتسباته المحققة على الارض.

الأهم بهذه الظروف أن نعمل جميعا لامتصاص الصدمة والوقوف من جديد وبثبات وبمعنويات عالية للعمل وبمسارات السلم والدفاع التي تنتهجها قيادتنا السياسية والعسكرية الجنوبيهدة والمحنكة التي أثبتت جنوحها للسلام وصبرها الكبير رغم كل التعديات، حتى اقتنع المحيط الاقليمي والعربي والدولي وقبلهم شعبنا الجنوبي أن الصبر لم يعد ممكنا مع مجرمي الحرب
وأصبح أي رد أي كان حجمه أو مداه مشروعاً، بل وفرض واجب اتخاذه لوقف تلك الاعتداءات.

وهنا تكمن حكمة القيادة التي يجب علينا فهمها وتقديرها والالتفاف حولها وليس تخوينها والسب والشتم الذي لطالما أراد العدو وإعلامه إن يدفعنا إليه.

تكاتفنا والتفافنا حول قيادتنا ودعمنا ومساندتنا والشد من أزر أبطالنا ورفع معنوياتهم والدفع بهم لمواصلة التوجه الموضوعي والسليم سياسيا بالتماشي مع خيار الصمود والحسم المفروض عسكريا لقلب المعادلة، ذلك هو المطلوب، وعلينا العمل كلا بموقعه لدعمها سياسيا وعسكريا وأمنيا، بل والمشاركة بقدر المستطاع لمن استطاع منا في الاسهام بتنفيذها.

كما لا يجب أن ننسى كلمات رمز قيادتنا الجنوبية المفوضة بقوله "عهد الرجال للرجال" وهو رجلا لم يخلف عهده لوطنه الجنوب الذي كان دوما وفيا لأي قائد انجبته أرضه وظل وفيا للشعب الذي يعيش على ترابه.