الشرعية تلعب ورقتها الأخيرة بإشعال أبين
لم يعد أمام مليشيات الشرعية سوى إشعال جبهة أبين لضمان استمرار الأوضاع السياسية والعسكرية في الجنوب من دون تغيير مع توالي الضغوطات السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض تحديدا في أعقاب لقاء وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان والرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي.
يبدو واضحا أن تحريك العجلة العسكرية كان آخر الأدوات التي وضعتها الشرعية في جعبتها لمواجهة أي تطور ممكن على مستوى إنجاز الحل السياسي، وذلك بعد أن استخدمت جميع أوراقها بدءا من تسليم جبهات الشمال ومرورا بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية ثم الذهاب إلى المليشيات الحوثية لتنسيق تحركاتها السياسية والعسكرية باتجاه الجنوب، ونهاية بتقديم حجج واهية لرفض تنفيذ الشق السياسي لاتفاق الرياض قبل الشق العسكري.
إذا نظرنا إلى الأوضاع بصورة مختلفة في أبين فإننا سنكون أمام حقيقة راسخة وهي أن الشرعية مضطرة للذهاب باتجاه الحل العسكري وأن لجوءها إلى هذا الحل بمثابة انتحار، لأنها على مدار العامين الماضيين لم تحقق أي انتصار يذكر أمام القوات المسلحة الجنوبية بل إنها حينما كانت في وضع عسكري أفضل مما هي عليه الآن جرى طرد مجاميعها الإرهابية من العاصمة عدن.
إلى جانب أن الشرعية مستمرة في تلقى الخسائر واحدة تلو الأخرى على جبهات الشمال وفتح جبهة جديدة في الجنوب لن يكون في صالحها، تحديدا بعد أن تحولت قوات الجيش التابعة لها إلى مجرد تنظيمات إرهابية تقاتل من أجل المال الذي تحصل عليه من قوى إقليمية معادية وليس لديها من التكتيكات العسكرية التي تجعلها قادرة على مجابهة القوات المسلحة الجنوبية.
يرى مراقبون أن هزيمة الشرعية هذه المرة على يد القوات المسلحة الجنوبية إذا ما كان هناك قرار جنوبي بالدخول في عملية عسكرية موسعة تعني نهايتها لأن خطتها التي قامت على تسليم جبهات الشمال مقابل القتال من أجل إيجاد موطئ قدم بالجنوب ستكون فشلت وهو ما يدخلها في دوامة جديدة من الفشل.
اندلعت اشتباكات عنيفة، مساء السبت، على جبهة الطرية، في محور أبين، استمرارا لتصعيد مليشيا الشرعية الإخوانية الإرهابية،وقالت مصادر ميدانية عسكرية، إن المليشيات الإخوانية اعتدت على مواقع القوات المسلحة الجنوبية بسلاحي مدفعية من عيار 37 و23.
وارتقى خمسة شهداء، أمس الأول الجمعة، في قصف مدفعي غادر للمليشيا الإرهابية، استهدف مواقع القوات الجنوبية في الطرية، فيما تواصل الشرعية الإخوانية الدفع بعناصر مليشياتها للاعتداء على الجنوب، بينما تواصل تسليم معسكراتها إلى مليشيا الحوثي في مأرب والجوف، وآخرها معسكر ماس الاستراتيجي.
وتخطط الشرعية لتحقيق نصر عسكري على الجنوب، لإنهاء مبررات تطبيق اتفاق الرياض، إلا أن مليشياتها الإرهابية فشلت على مدار عام في كسر صمود القوات المسلحة الجنوبية.
وبالتوازي مع كل هذه الجرائم اتهم أهالي مدينة شقرة الساحلية، مليشيا الشرعية الإخوانية بالضلوع في محاولة لإشعال الفتنة في المدينة، استجابة لأجندات خارجية.
كشف الأهالي عن تحرك جهات مشبوهة في شقرة لإقامة فعاليات تهدف إلى زرع الفتنة، مؤكدين أنها جهات مرتبطة بالمليشيات الإخوانية الإرهابية، مشيرين إلى أن الأطراف المشبوهة تعتزم إقامة مهرجان في مدرسة حولتها مليشيا الشرعية الإخوانية إلى ثكنة عسكرية، وأن هناك محاولات لزرع الفتنة وإثارة مشاعر المواطنين برفع علم الاحتلال اليمني في شقرة.