الحوثي يستغل جرائم الشرعية في أبين ويرتكب مجازره بالحديدة 

استغلت مليشيا الحوثي الإرهابية الاهتمام المتصاعد بجرائم الشرعية في أبين من أجل ارتكاب مجازرها في الحديدة، وذلك بعد أن قصفت قرية الفازة بمديرية الدريهمي مخلفة وراءها عشرات الضحايا من الشهداء والمصابين، وهو ما يبرهن على أن العناصر المدعومة من إيران دائما ما تختار توقيتات تصعيدها بعناية لضمان عدم التركيز على جرائمها.

  ما أقدمت عليه المليشيات الحوثية في الحديدة تكرر من قبل في مرات عديدة بجبهة الضالع، إذ أن تصعيد الشرعية في أبين أو في أي جبهة جنوبية دائما ما كان يصاحبه تصعيد حوثي مماثل، وإن كان ذلك مبني بالأساس على محاولة خلخلة القوات المسلحة الجنوبية ومحاولة إرباكها على أكثر من جبهة في توقيت واحد. 

المليشيات الحوثية كثيرا ما كررت الأمر ذاته حينما كانت تقوم بعمليات تسلم الجبهات من الشرعية في الشمال، حيث إنها عمدت على تصدير أزمة خزان صافر في وقت كانت فيه تتمدد في محافظة الجوف إلى أن انتهى الأمر بالسيطرة الكاملة عليها، بما يستهدف إبعاد أنظار المجتمع الدولي عن حجم التنسيق الواقع بينها وبين الشرعية. 

وكذلك فإن الأمر ذاته حدث أيضا على فترات متباينة من العام الماضي تحديدا منذ أن وقعت الشرعية على اتفاق الرياض، ويبدو ملاحظا أنه كلما تعقد تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع كلما ذهبت المليشيات الحوثية للتصعيد في جبهة الحديدة لأنها تدرك أن هناك تركيزًا دوليا على إنفاذ الحل السياسي بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي قبل التفرغ لمواجهتها.  وقتلت مليشيا الحوثي الإرهابية في مديرية الدريهمي اليوم الأحد، سبعة مدنيين، وجرحت 10 آخرين، في قصف شنته المليشيا المدعومة من إيران، على قرية الفازة بمديرية الدريهمي جنوب الحديدة، بقذائف المدفعية. 

وقالت مصادر طبية في مستشفى الدريهمي إن القصف الإجرامي خلف 17 شهيدًا وجريحًا بينهم نساء وأطفال، ولفتت إلى إحالة عدد من الحالات الحرجة إلى مستشفى أطباء بلا حدود لاستكمال الإسعافات اللازمة.  ووقعت المجزرة بعد أيام من انفجار عبوة ناسفة زرعتها مليشيا الحوثي بخط التحيتا – الخوخة، أسفر عن سقوط ستة شهداء وستة جرحى. 

وخلال الساعات الماضية أيضًا، باغتت مليشيا الحوثي الإرهابية، الأهالي في مديرية التحيتا جنوبي الحديدة، بقصف استهدف منازلهم بشكل مكثف، وبحسب مصادر عسكرية مطلعة، فقد قصفت عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية منازل المدنيين الواقعة في مركز المديرية وفي منطقتي الجبلية والفازة، بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة. 

واستغلالا لتصعيد الشرعية الحالي في أبين تراجعت المليشيات الحوثية عن موافقتها المبدئية التي أبدتها حول صيانة خزان صافر، بحسب ما كشفت عنه مصادر مطلعة، والتي أشارت أيضا إلى أن المليشيات الحوثية تحاول ابتزاز العالم بهذه الورقة، والاستثمار فيها لتحقيق مكاسب سياسية، دون أن تلقي بالًا لحجم المخاطر التي يمكن أن يتسبب فيها انفجار الناقلة أو تسرب النفط منها.  

ويحمل الخزان على متنه أكثر من مليون برميل من النفط الخام، ويحذر خبراء من وقوع كارثة بيئية في حال تحطمه، ولم يخضع تقريبًا لأي أعمال صيانة على مدار أكثر من ست سنوات بسبب التعنت الحوثي في إجراء الصيانة اللازمة.