هل من فرص جديدة أمام اتفاق الرياض؟
رأي المشهد العربي
خلال زيارته التي قام بها إلى محافظة المهرة، أمس الاثنين، طالب السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هينزل، بتنفيذ اتفاق الرياض على وجه السرعة.. لم تكن هذه أول دعوة توجه لضرورة الإسراع في إنزال الاتفاق على الأرض وبالطبع لن تكون الأخيرة، لكن هناك سؤال يطرح نفسه في أذهان أبناء الجنوب مفاده: إلى أي مدى من الممكن تنفيذ اتفاق الرياض على الأرض بعد عام كامل من المراوغات التي لا تنتهي من جانب الشرعية؟
الإجابة عن هذا السؤال تتطلب النظر إلى الظروف المحيطة بالاتفاق حاليًا، والتي يأتي على رأسها أوضاع الشرعية ذاتها، إذ أنها أضحت مفككة عما كانت عليه قبل عام تقريبًا، ما انعكس على حجم الاختراقات داخلها، ووجدت قوى إقليمية معادية منافذ عديدة لتوجيه قرارها، وبالتالي فإن قرار التزامها بالاتفاق من عدمه لم يعد بيدها ولكن بيد تيار واسع أضحى ينفذ توجيهات قطر وتركيا.
إذا ذهبنا إلى تلك القوى المعادية التي أضحت متحكمة إلى حد كبير في قرار الشرعية وعلى رأسها قطر وتركيا فإن هاتين الدولتين ليس لديهما رغبة في إنزال الاتفاق لأنه يعني خسارة الرهان على تيار تنظيم الإخوان الذي لن يكون لديه مكان في الحكومة الجديدة، وبالتالي فإن المناوشات مع التحالف العربي لن تكون مؤثرة مثلما الحال حاليًا في ظل عرقلة هذا التيار للاتفاق مع رضوخ الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي لتوجهات تنظيم الإخوان.
أما إذا نظرنا إلى التحالف العربي فهو لديه تصميم على إنقاذ الاتفاق ومستعد لخوض غمار المفاوضات لحين إرغام الشرعية على تنفيذه باعتبار أنه الحل الأسلم نحو إنهاء الصراع القائم حاليًا، تحديدًا وأن هناك إدراكا عربيا بأن استمرار الأوضاع كما هي الآن سيكون في صالح قوى معادية تحاول التمدد إلى الجنوب بكافة السبل، وتستغل تجميد الاتفاق لكي تحقق أكبر اختراقات ممكنة، ما يفسر زيادة الحضور التركي الذي مازال يستكشف الأوضاع استعدادًا لتنفيذ مخططه الاحتلالي.
أما الطرف الآخر والذي يتمثل في المجلس الانتقالي فموقفه لا يختلف عن التحالف العربي وقدم جميع ما يثبت حسن نواياه نحو تطبيق الاتفاق وسهل مهمة المملكة العربية السعودية في الضغط على الشرعية بعد أن قدم خططه لتنفيذ الشق العسكري وأبدى مرونة كبيرة في تشكيل حكومة الكفاءات بما يدعم خروجها إلى النور.
أمام تلك النظرة العامة نكون أمام قناعة بأن إمكانية إنزال الاتفاق على الأرض مازالت قائمة لأن هناك طرفين يمارسان ضغوطًا على الشرعية، لكن المشكلة الأساسية تكمن في قدرة الأطراف الإقليمية على جذب الشرعية إلى صفهم، وهو أمر من الممكن التغلب عليه من خلال خلق رأي عام عالمي داعم للاتفاق بما يضاعف من الضغوطات على الشرعية والقوى الإقليمية الداعمة لها.
وهو أمر تحدث عنه الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الذي أكد أنه أطلع المجتمع الدولي والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، على جميع الخطوات، والطرف المعرقل للاتفاق، وهي خطوة من شأنها إفساح المجال أمام القوى الفاعلة بالمجتمع الدولي لممارسة ضغوطاتها على محور الشر القطري التركي.