التصعيد العسكري الحوثي.. ما الذي تريده المليشيات سياسيًّا؟
فيما تعقّدت الأزمة اليمنية بشكل كبير، فإنّ سببًا رئيسيًّا في ذلك يعود لما ترتكبته المليشيات الحوثية من تصعيد عسكري متواصل، ضمن سياسة خبيثة لها العديد من الأهداف.
وأصبحت جبهات الحديدة، في الفترة الماضية، مسرحًا لتفاقم الإرهاب الحوثي بشكل كبير للغاية، وهو ما يتسبّب في إطالة أمد الحرب بشكل مباشر، وبالتالي مضاعفة الأعباء على السكان.
واستمرارًا لهذا الوضع المعقد، فقد وضعت صحيفة العرب اللندنية سببًا للتصعيد الحوثي المتواصل سواء ضد السعودية وفي جبهات القتال الداخلية، وهو رغبة هذا الفصيل الإرهابي في الظهور في موقع تماسك وقوّة بانتظار تسوية سياسية قد تكون وشيكة.
وتعتمد المليشيات الحوثية في إدارتها للصراع، وفق الصحيفة، على تكتيك يقوم على استباق المنعطفات السياسية الحاسمة والتحرّكات الدبلوماسية الجادّة لحلّ الصراع بالتصعيد ميدانيًا، ومحاولة الظهور في موقف قوّة.
وبحسب الصحيفة، فإنّ الحوثيين يصعدون في جبهات القتال الداخلية أو تجاه المملكة العربية السعودية، طمعًا بعملية سياسية يحافظون من خلالها على أقصى قدر من الغنائم.
ما يبرهن على خبث نوايا الحوثيين هو أنَّ المليشيات الموالية لإيران ارتكبت أكثر من 15 ألف خرق وانتهاك لبنود اتفاق السويد الموقّع في ديسمبر 2018، والذي نُظر إليه بأنّه خطوة أولى في مسار الحل السياسي.
وباتت المليشيات الحوثية على قناعة كاملة بحجم النفور الكبير من إرهابها "الفظيع" الذي تخطّى كل الخطوط الحمر، بعدما ارتكبت أبشع صنوف الاعتداءات والانتهاكات على مدار سنوات حربها العبثية.
من هذا المنطلق، فإنّ مستقبل الحل السياسي يجب أن يكون خاليًّا من النفوذ الحوثي الذي قد يضفي مزيدًا من التعقيدات على المشهد برمته، في المرحلة المقبلة.
ومن أجل تلاشي هذا الوضع، فإنّ المليشيات الحوثية تسعى لتأمين مكانها في المستقبل القريب، وتعمل على تمدّد نفوذها عسكريًّا بغية تحقيق أكبر قدر من المكاسب.
مساعي الحوثيين في هذا الصدد مرتبطة بمخطط تنفذّه إيران، الساعية إلى أن يكون لها نفوذ متصاعد في اليمن، تكرارًا لسيناريو حزب الله في لبنان، والفصائل الشيعية في العراق وسوريا.
الخطة الإيرانية تتضمّن محاولات لأن تتحكم طهران في صناعة القرار في صنعاء، وهو ما يقود اليمن بكل تأكيد نحو هاوية، ربما لن تفيق منها.