الخروقات الحوثية.. متى تشهر الأمم المتحدة السلاح الحاسم في وجه المليشيات؟
تواصل المليشيات الحوثية العمل على إطالة أمد الحرب من خلال سلسلة طويلة من الانتهاكات والخروقات، التي تضاعف من الأزمة الإنسانية.
ففي 24 ساعة، انتهكت مليشيا الحوثي، الهدنة الأممية في مدينة الحديدة، عبر 110 خروقات، حيث شنّت المليشيات المدعومة من إيران، خروقاتها في مناطق متفرقة من المحافظة، شملت التحيتا وحيس والجبلية والدريهمي ومدينة الحديدة.
مصادر عسكرية بالقوات المشتركة قالت إنَّ الخروقات استهدفت مناطق سكنية ومنشآت مدنية بالقذائف المدفعية والصاروخية والأسلحة الثقيلة.
خروقات الحوثي تتكرر بشكل متواصل منذ ديسمبر 2018، متى وُقِّعت الهدنة الأممية التي تمخضت عن اتفاق السويد، وقد نُظر إليه بأنّه خطوة أولى في مسار الاستقرار السياسي ووقف الحرب.
الخروقات الحوثية بلغت أكثر من 15 ألف انتهاك، برهنت جميعها على أنّ المليشيات الحوثية مصرة على إطالة أمد الحرب بغية تحقيق أكبر قدر من المكاسب.
ولأنّ المليشيات الحوثية على قناعة تامة بأنّ بقاءها مرتبط في المقام الأول بإطالة أمد الحرب، فإنّها تعمل على التصعيد العسكري بشكل متواصل، ما يفرض مزيدًا من التعقيدات على المشهد السياسي والعسكري.
واستطاعت المليشيات الحوثية تحقيق الكثير من المكاسب من جرّاء إطالة أمد الحرب، لا سيّما فيما يتعلق بالثروات الضخمة التي كوّنتها قيادات المليشيات من خلال التوسّع في جرائم النهب والسطو.
في الوقت نفسه، عملت المليشيات الحوثية على التوسّع في ارتكاب المزيد من الجرائم الغادرة ضد السكان، وهو ما صنع أزمات إنسانية شديدة الفداحة، ضمن مساعٍ لتعقيد المشهد بشكل كامل.
هذا الواقع يجب أن تراه الأمم المتحدة بشكل جيدًا، وبات لزامًا عليها عدم انتظار جنوح حوثي نحو السلام، وأن يبادر المجتمع الدولي باتخاذ الفعل وليس رد الفعل، وذلك من أجل ضمان الضغط الناجع والناجح على المليشيات الموالية لإيران بشكل يُخمِد لهيب الحرب.