ضغوط دولية لإلزام الفرقاء اليمنيين بالحل السياسي
قالت مصادر يمنية مطّلعة إنه تم إبلاغ فرقاء الأزمة عبر قنوات إقليمية ودولية مختلفة بأن المرحلة لم تعد تحتمل أي مناورات أو تصعيد يمكن أن يعطل جهود الحل السياسي الذي تقف وراءه إرادة دولية قوية هذه المرة.
وكشفت عن أنه تم حث الحكومة اليمنية والحوثيين على اختيار وفديهما من شخصيات معتدلة وساعية للحل وإزاحة المتشددين عن الواجهة خاصة من المجموعات التي تسعى لإدامة الأزمة، أو تريد حلا يكرس سيطرتها على المؤسسات اليمنية، وأن المبادرة ستتعامل بواقعية مع المعطيات على الأرض ولن تنساق بشكل كلي مع اشتراطات الفرقاء اليمنيين، الأمر الذي يمنح تلك المبادرة طابعا دوليا ملزما.
ووفقا لمصادر “العرب” من المفترض أن تسبق الكشف عن ملامح التسوية الدولية، حالة فرز واسعة في معسكري الحوثيين والحكومة اليمنية، بحيث تفضي إلى إنهاء مرحلة الحوار بالوكالة وصولا إلى جمع القوى الفاعلة والحقيقية على طاولة المشاورات، وهو ما يستدعي انخراط الحلفاء سواء في دائرة الشرعية أو دائرة المتمرّدين في حوار داخلي سيقود إلى تغيير في خارطة التحالفات التقليدية.
وتقول المصادر إن حزب الإصلاح الإخواني يحاول التأثير على موقف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بشأن تركيبة الوفد خاصة أن لحاق قيادات من أسرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومن حزب المؤتمر وأخرى من المجلس الانتقالي الجنوبي سيجعل تمثيل الإخوان محدودا في الوفد المفاوض، ومن ثم لا يمكن لهم وضع شروطهم قبل التفاوض وخلاله وتسويق أنفسهم طرفا فاعلا هم والدول التي تقف وراءهم.
الملف اليمني محور حراك إقليمي ودولي كبير يعكس مزاجا عاما ميّالا لإطلاق مسار سلمي جادّ أقوى مرتكزاته تحقيق أوسع قدر ممكن من وفاق الأطراف المعنية بالملف حول حتمية إنهاء النزاع الدامي في البلد، واستخدام ما تمتلكه مختلف تلك الأطراف من أوراق لإجبار الفرقاء اليمنيين على التنازل والاتفاق .