هل تستخدم الشرعية تنظيم القاعدة للالتفاف على الشق العسكري؟

الأحد 13 ديسمبر 2020 19:36:00
هل تستخدم الشرعية تنظيم القاعدة للالتفاف على الشق العسكري؟

لليوم الرابع على التوالي أشرف التحالف العربي على تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، والذي يقضي بانسحاب عناصر الشرعية إلى حدود المناطق التي وصلت منها إلى محافظات شبوة وأبين، وهو أمر يسير بنجاح حتى الآن بحسب تأكيدات التحالف العربي، غير أن مشكلة رئيسية من المتوقع أن تكون عائقا أمام تنفيذ الآلية العسكرية بشكل كامل تتمثل في عناصر تنظيم القاعدة الذين زجت بهم الشرعية إلى جبهات الجنوب.

على مدار الأشهر الماضية كانت عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي يتواجدون في مقدمة صفوف مليشيات الشرعية فيما تراجعت قوات الشرعية إلى الخلف، في الوقت الذي عمد فيه تيار قطر داخل الشرعية لتوظيف عناصر التنظيم من أجل إثارة الفوضى في الجنوب وكان من نتائج ذلك الحادث الإرهابي الغاشم الذي شهدته مديرية لودر الأسبوع الماضي وراح ضحيته 6 من جنود الحزام الأمني.

قد تلتزم الشرعية بسحب قواتها من المناطق التي يحددها الشق العسكري من اتفاق الرياض لكن ستكون هناك ذيول تابعة لتنظيم القاعدة قد تجد لنفسها موطئ قدم في الجنوب حال لم تشملهم عملية الانسحاب أيضا، الأمر الذي يتطلب التركيز عليه خلال الأيام الماضية ووصولا إلى التنفيذ الكامل للشق العسكري كما ينبغي.

لعل ما يبرهن على أن الشرعية غير جادة بشكل كامل في سحب جميع عناصرها ما تقدم عليه بين الحين والآخر من تصعيد عسكري على الجبهات حتى بعد أن أعلن التحالف تنفيذ الآلية العسكرية، وبالتالي فإنه لا يمكن التعامل مع وجود بقايا من عناصر تنظيم القاعدة على أنه أمر غير مقصود لأن الرغبة الاحتلالية مازالت موجودة في نفوس الشرعية حتى وإن أقدمت على سحب قواتها.

ودعت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأحد، في اجتماعها الدوري الأسبوعي، بموقف جدي وعاجل من التحالف العربي لإلزام مليشيا الشرعية الإخوانية الإرهابية، بوقف الأساليب العدائية التي تواصل القيام بها.

وطالبت الهيئة، بإلزام الطرف الآخر لاتفاق الرياض بتنفيذ مهامه وواجباته المحددة في الخطة بشكل كامل، ووفقًا للمواعيد المقررة الملزمة للجميع، ورفض أي تأخير أو تحايل عن التنفيذ؛ حفاظًا على صحة ومصداقية تنفيذ الاتفاق والتي يصعب على المجلس مواصلة العمل به إذا استمر الطرف الآخر في ممارساته.

ورصدت الهيئة برئاسة فضل الجعدي، نائب الأمين العام للأمانة العامة للهيئة، استمرار الاعتداءات بالقصف اليومي على مواقع القوات الجنوبية، وكذلك تباع الطرف الآخر لأساليب الالتفاف والتحايل في تنفيذ بعض التزاماته، واختلاق الحجج والأعذار لمنع وصول جانب المراقبين الجنوبيين في فريق الرقابة المشترك.

وشددت على أن المجلس الانتقالي الجنوبي كان ولازال وسيظل الطرف المبادر بحرص وصبر لدعم توجهات قيادة التحالف العربي؛ لنجاح هذه المهمة التي تخدم مصالح الشعب الجنوبي.

وثمنت صبر وحكمة قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، التي بذلت جهودًا جبارة للوصول إلى هذه المرحلة التوافقية، داعيةً إياها لمواصلة ضغطها لتحقيق التكامل في التنفيذ للمهام من قبل الطرفين وسرعة إعلان الحكومة.

واصلت اللجنة التابعة للتحالف العربي، المكلفة بالفصل بين القوات في جبهة أبين، اليوم الأحد، الإشراف على تطبيق خطة إعادة الانتشار.

وتحركت وحدات اللواء الثامن صاعقة بالقوات المسلحة الجنوبية - بحضور العميد عبدالله الحوتري رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي - صباح اليوم، من محور أبين إلى مواقعها الجديدة.

فيما ثمن التحالف العربي التزام المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية في تنفيذ الشق العسكري، وشدد في بيان، منذ قليل، على استمرار تنفيذ الشق العسكري في اتفاق الرياض لليوم الرابع حسب الخطة الزمنية، مشيرا إلى أن عملية فصل القوات في أبين، تسير بانضباط والتزام.