الخاسرون من تنفيذ اتفاق الرياض

الاثنين 14 ديسمبر 2020 18:00:00
الخاسرون من تنفيذ اتفاق الرياض

رأي المشهد العربي

هناك أطراف عديدة تعاني من خسائر فادحة نتيجة إقدام التحالف العربي على تنفيذ بنود اتفاق الرياض بعد أكثر من عام من التوقيع عليه، أول هذه الأطراف يتمثل في تيار قطر داخل الشرعية والذي يضم في صفوفه مليشيات الإخوان وبعض الشخصيات التي استطاعت الدوحة شراءها بالمال، إضافة إلى تركيا التي تراقب عن كثب ما سوف تسفر عنه التحركات الحالية، ونهاية بإيران التي تسعى لاستمرار الانقسام في المعسكر الذي يواجهها على الأرض.

هذه الأطراف مجتمعة تحاول بشتى الطرق عرقلة الجهود السعودية الحالية وتتحرك في اتجاهات مختلفة، في مقدمتها التصعيد الإعلامي ضد التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي، والذي تقوده القنوات القطرية، بمساهمة بعض القنوات التابعة لجماعة الإصلاح وتبث من تركيا، وكذلك عدد من منصات الشرعية الممولة إخوانيًا.

بالإضافة إلى التصعيد الإعلامي هناك حالة من الاستنفار في صفوف مليشيات الحشد الشعبي التي تتواجد في تعز ويقودها الإرهابي المدعو حمود المخلافي، ويبدو أنها تنتظر ساعة الصفر من أجل إثارة الفوضى في الجنوب بمناطق جغرافية بعيدة عن تواجد قوات التحالف العربي التي تشرف على تنفيذ الشق العسكري في محافظة أبين والعاصمة عدن، وقد تكون نقطة انطلاق تلك العناصر من محافظة لحج.

وبالتوازي مع تلك التحركات هناك تعقيدات عديدة بدأت تلوح في الأفق بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، ويبدو واضحًا أن تيار قطر داخل الشرعية يحاول الاستحواذ على 50 في المئة من مقاعد الحكومة المقبلة لضمان استمرار هيمنته الحالية في ظل أحاديث متواترة عن ترشيح حزب المؤتمر الشعبي (جناح الإصلاح) شخصيات تابعة لتنظيم الإخوان المدعوم قطريًا، وهو ما أثار خلافات حزبية من المتوقع أن تطفو بشكل أكبر على السطح خلال الأيام المقبلة، كلما اتجه التحالف إلى إنجاح الشق العسكري.

إذا نجح التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي في تخطي عقبة الفترة الحالية التي تشهد محاولات خفية لإفشالها فإن الحكومة الجديدة ستكون أمام تحالف القوى الخاسرة جراء تنفيذ الاتفاق، وستحاول بشتى الطرق وضع العراقيل أمامها وإفشالها، من أجل تحقيق أهداف أساسية تتمثل في إثارة الفوضى في الجنوب وإعادة احتلاله والسيطرة على مقدراته.

وكذلك فإن المليشيات الحوثية المدعومة من إيران هي الأخرى ستواجه تنفيذ اتفاق الرياض على الأرض بكل قوة لأنها تعلم تمامًا بأن تطهير الشرعية من تيار قطر وتركيا وتوجيه قوات الجيش سلاحها في وجه الإرهاب سوف يكبدها -المليشيات- خسائر فادحة، تحديدًا وأن هناك إجماعا على أن تنفيذ الاتفاق بالآليات السلمية يعني انتهاء عمر العناصر المدعومة من إيران التي ستكون معزولة في مناطق تواجدها.

الضمانة الحقيقية لإنجاح تنفيذ اتفاق الرياض تكمن في حصار ما يمكن تسميتهم بـ"الخاسرين من اتفاق الرياض"، وتضييق الخناق على منافذ تحركاتهم وإحباط مؤامراتهم أولًا بأول، والإسراع في تنفيذ الشق العسكري والآلية السياسية لقطع الطريق أمام أي محاولات تستهدف إحباط الجهود الحالية.