اعتقالات حوثية جديدة تستهدف سد العجز على الجبهات

أقدمت المليشيات الحوثية على شن حملة اعتقالات جديدة في صنعاء وعدد من المناطق الواقعة تحت سيطرتها وذلك لسد العجز الذي تواجهه على الجبهات في ظل هروب عناصر عديدة لم يتلقوا أموالهم نظير القتال في صفوفها، وهو ما دفعها للارتكان نحو التجنيد الإجباري للفقراء والمهمشين من خلال إلقاء القبض العشوائي عليهم.

تركز المليشيات الحوثية في اعتقالاتها على الشباب، والذين من الممكن الاستفادة منهم في الحرب التي تشنها، وكذلك فإنها تلاحق أصحاب البشرة السوداء بعد أن أطلقت خلال الشهرين الماضيين، حملة بعنوان "أحفاد بلال" تهدف للتغرير والضغط على الأسر المهمشة التي تعيش تحت خط الفقر لتجنيد أطفالها كمقاتلين في صفوف مليشياتها.

كما تلاحق المليشيات الأسر المسحوقة في أوساط مخيمات الصفيح التي يقطنون فيها وتجبر أبناءها بالقوة على الخروج والذهاب إلى معسكراتها، ومن يهرب يتم اعتقال والده أو والدته، وتشير منظمات حقوقية إلي أن أكثر من 50 شابا من تلك الفئة اختطفوا من مخيماتهم في الحديدة خلال الأيام الماضية، و30 شابا من حجة، ناهيك عن عمران وتعز وذمار التي يتواجد فيها مجموعة كبيرة من هؤلاء الأسر.

كما شنت مليشيا الحوثي الإرهابية حملة اعتقالات لعشرات المواطنين في منطقة الجاهلية بمديرية همدان شمال غربي مدينة صنعاء، وقالت مصادر محلية لـ "المشهد العربي"، إن حملة عسكرية للمليشيا حاصرت المنطقة واعتقلت أكثر من 30 شخصًا وصادرت سيارات.

وأضافت المصادر أن الحملة الحوثية التي يقودها القيادي الحوثي المدعو "أبو معتز" تبرر عمليتها القمعية تارة بوجود تحركات مشبوهة وأخرى بانفجار وقع في المنطقة.

كما أن المليشيات الحوثية تقوم أيضا باعتقال السيدات والفتيات وذلك لإرغام ذويهن على تسليم أنفسهم، أو كسلاح تستخدمه العناصر المدعومة من إيران لتكميم الأصوات المعارضة في مناطق سيطرتها، وتلفيق تهم للنساء المعتقلات تعسفيا، لخلق وصمة عار ولقمعهن سياسيا.

وبحسب تقرير صادر أخيرا من فريق الخبراء الدوليين البارزين المكلفين فإن هناك ما يزيد على 300 امرأة وفتاة تعرّضن للعنف والترهيب من قبل المليشيات الحوثية الإرهابية، فضلا عن تفاقم التهديدات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي والاتهامات بالدعارة، كمحاولة لإضفاء شرعية على ممارساتهم عبر تلك الاتهامات.

وفي وسيلة جديدة لسد عجز الجبهات، لجأت المليشيات الحوثية إلى استقطاب الشبان للقتال في صفوفها عبر وثائق تخفض مهور النساء، وأوضحت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، أن المليشيا تسعى إلى كسب تعاطفهم واستدراجهم إلى معسكرات التدريب والتعبئة.

ولفتت إلى توزيع المليشيات المدعومة من إيران قبل أيام، وثيقة جديدة تحدد مهر الزواج بمبلغ يصل إلى 500 ألف ريال، على العشرات من المشايخ والأعيان في صنعاء وريفها، وأضافت أن الهدف يتمثل في إجبار أسر وأهالي تلك المناطق على تزويج بناتهم مجانًا في حال مخالفتهم المهر الذي حددته المليشيا الإرهابية.