المال القطري يقوض جهود الحل السياسي في اليمن

الثلاثاء 15 ديسمبر 2020 18:02:00
المال القطري يقوض جهود الحل السياسي في اليمن

رأي المشهد العربي

يلعب المال القطري دورًا مشبوهًا لتقويض جهود الحل السياسي في اليمن، وتظهر دلائله في وقائع عديدة بدءًا من تمويل إرهاب المليشيات الحوثية الذي ينطلق من صنعاء، ومرورًا بدعم عناصر الإصلاح في تعز والجنوب، وكذلك دعم تيار الإخوان داخل الشرعية وتوظيفه لتفتيت معسكر التحالف العربي، ونهاية بتقديم المال للتنظيمات الإرهابية التي تحاول استعادة نشاطها في الجنوب مجددًا بعد خمس سنوات من تطهيره.

أضحى ظاهرًا للعيان وجود أدلة عديدة على الدعم القطري المقدم لتجار الحروب في اليمن، ومؤخرًا كشفت الباحثة الأمريكية في شؤون الأمن القومي إيرينا تسوكرمان، عن معلومات حول الدور القطري في تمويل وتوفير طائرات بدون طيار للحوثيين، مؤكدة أن العديد من المتعاقدين الأمريكيين قدموا لها أدلة على دور قطر في تمويل وتوفير طائرات بدون طيار للحوثيين، وأن التمويل يربط أعضاء الدائرة المقربة من الأسرة القطرية الحاكمة.

الباحثة الأمريكية أشارت أيضًا إلى وجود علاقات مالية واسعة بين مليشيات الإصلاح في تعز وبين دولة قطر، وأن ذلك يعد ضمن خطط تمويل لأذرع التنظيم الدولي للإخوان الإرهابي الذي يمارس جرائمه في بلدان عديدة، وهذا المال يجري توجيهه لارتكاب جرائم متعددة في محافظة تعز.

تشير هذه الدلائل وغيرها من الوقائع التي جرت خلال السنوات الماضية أن المال القطري يُستخدم لعرقلة جهود السلام في اليمن، سواء كان ذلك على مستوى التحركات الأممية التي تتحطم أمام صخرة التعنت الحوثي وضعف الشرعية وتماهيها مع الموقف الحوثي من دون أن يكون لها موقف قوي يشكل ضغطًا على المليشيات، أو على مستوى اتفاق الرياض بعد الحملات المسعورة التي تشنها أطراف قريبة من قطر تسعى لعرقلة تنفيذه على الأرض وتحاول بشتى الطرق إجهاض جهود التحالف.

المجتمع الدولي أمام مهمة ثقيلة تتمثل في كيفية التعامل مع المال القطري وتضييق الخناق على توجيهه لصالح العناصر الإرهابية، ما يجعل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على إيران غير كافية لوقف خطر الإرهاب، بعد أن أصبح المال القطري بديلًا مناسبًا للمليشيات والتنظيمات الإرهابية، في ظل التقارب السياسي بين الدوحة وطهران.

تعمل قطر على استغلال انشغال المجتمع الدولي بمواجهة إيران وتركيا وتتحرك في الخفاء من خلال المال الذي تنجح في تهريبه للعناصر الإرهابية، من دون أن يكون هناك تركيز دولي على الدور الخطير الذي تقوم به، ما يحولها إلى مركز لتهريب الأموال وضخها لتنظيم الإخوان والمليشيات المدعومة من إيران.

تسعى قطر إلى تحويل اليمن إلى ساحة دماء تهدد الأمن القومي العربي وفي القلب منها دول الخليج التي فضحت تآمرها، وبالتالي فإنها لن تتردد في در المال مطيلةً أمد الحرب ومعرقلةً أي جهود للحل سياسي، كما أنها تبحث عن نفوذ إقليمية ارتكانًا على التمدد الإيراني في عدد من بلدان المنطقة ولن يكون في صالحها استقرار الأوضاع في مناطق الحروب والأزمات.