بعد فصل القوات في أبين.. كيف يأمن الجنوب شرور الألاعيب الإخوانية؟

الأربعاء 16 ديسمبر 2020 14:50:19
 بعد فصل القوات في أبين.. كيف يأمن الجنوب شرور الألاعيب الإخوانية؟

دخل اتفاق الرياض مرحلة جديدةً، بإعلان التحالف العربي اليوم الأربعاء، انتهاء عملية فصل القوات في أبين بانضباطية تامة.

التحالف أصدر بيانًا مقتضبًا، قال فيه إنّ خروج القوات من العاصمة عدن تم أيضًا وسط التزام من الطرفين.

عملية فصل القوات تحمل أهمية قصوى فيما يتعلق بالعمل على إنجاح هذا الاتفاق شديد الأهمية فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، ولا شكّ أنّ الضغوط التي يمارسها التحالف العربي على حكومة الشرعية على وجه التحديد تحمل أهمية قصوى فيما يتعلق بوضع هذا المسار على الطريق الصحيح.

الجنوب من جانبه، يمارس في الأساس التزامًا كاملًا ببنود اتفاق الرياض عملًا على إنجاحه، وذلك منذ توقيع في الخامس من نوفمبر من العام الماضي، استنادًا إلى أنّ هدفه الاستراتيجي يتمثّل في ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، لا سيّما أنّ القضاء على المليشيات يعتبر هدفًا استراتيجيًّا للجنوب، انخراطًا إلى جانب المشروع القومي العربي في هذا الإطار.

دخول اتفاق الرياض هذه المرحلة الجديدة قد يثير العديد من التساؤلات بشأن مستقبل الأوضاع في الجنوب، وتحديدًا في محافظتي أبين وشبوة، باعتبار أنّ هاتين الجبهتين تشهدان على إرهاب مسعور مارسته المليشيات الإخوانية الإرهابية على مدار الأشهر الماضية.

الجنوب لا يمثّل طرفًا معتديًّا على الإطلاق، لكنّه يحتفظ بحقه الأصيل في الدفاع عن نفسه من الاعتداءات التي يتعرّض إليها من قِبل المليشيات الإخوانية، وبالتالي فإنّ استقراره الأمني والعسكري يمثل أولوية قصوى.

بيان التحالف تضمّن إعلانًا بشأن فصل القوات في جبهة أبين، وفيما يمثّل هذا الأمر أهمية قصوى من أجل مستقبل اتفاق الرياض، فإنّ جانبًا آخر من المشهد يتمثل في الوضع الأمني في الجنوب خلال المرحلة المقبلة.

مدعى هذا الحديث هو أنّ المليشيات الإخوانية دأبت طوال الفترة الماضية على زرع خلايا إرهابية موالية لها في مناطق عدة بالجنوب، وهو ما شكّل استهدافًا خبيثًا لأمن الجنوب وشعبه طوال الفترة الماضية، استنادًا إلى الجرائم الغادرة التي ارتكبتها هذه الفصائل الإرهابية.

يُشير ذلك إلى أنّه إذا كانت الشرعية قد سحبت ألويتها بشكل جاد، حسبما ورد في بيان التحالف، فإنّه على ما يبدو أنّ المعركة لم تنتهِ بعد، وأنّ الجنوب لم يعد بمأمن من شرور هذا الفصيل الإرهابي الذي يملك باعًا طويلة في جرائم استهداف الجنوبيين طوال الوقت.

وهناك حاجة ماسة لتوخي أقصى درجات الحذر لتفويت الفرصة أمام الألاعيب التي قد تمارسها المليشيات الإخوانية في الفترة المقبلة، وذلك لأنّ معركتها في الأساس ليس موجهة ضد الحوثيين، لكنّ هدفها الرئيسي يشمل محاولة احتلال الجنوب ونهب ثرواته ومصادرة مقدراته.

القوات الجنوبية تبقى متأهبة لأي محاولات عبثية قد تنال من أمن الوطن، وربما تنشط الخلايا الإخوانية السرية في الفترة المقبلة وذلك لأنّ معسكر الشرعية يحاول بشتى الطرق عرقلة تحركات الجنوبيين نحو استعادة دولتهم.

ومن المؤكّد أنّ القوات المسلحة الجنوبية تملك حقًا وأصيلًا فيما يتعلق بالعمل على حماية أراضيها حال تعرّضها لأي اعتداءات، ولن يكون ذلك تخليًّا عن مسار الاتفاق، لكنه يتضمّن حقًا أصيلًا في الدفاع عن نفسه.