قبل أن تخدعنا الشرعية

الأربعاء 16 ديسمبر 2020 18:00:00
"قبل أن تخدعنا الشرعية"

رأي المشهد العربي

لا صوت يعلو الآن فوق صوت اتفاق الرياض منذ أن أعلن التحالف العربي قبل أيام استيفاء الترتيبات النهائية لتشكيل حكومة المناصفة، وإشرافه على عمليات الانسحابات العسكرية، بما يحقّق الاستقرار بغية إنجاح الاتفاق.

من جانب، يبدي الجنوب التزامًا كاملًا بمسار الاتفاق، وذلك من خلال إعادة تموضع القوات المسلحة بما ينص عليه الاتفاق الذي يحمل أهمية استراتيجية قصوى فيما يتعلق بالعمل على ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.

الجانب الآخر من المشهد يتعلق بتعاطي الشرعية مع تطورات الأمور، وفيما لا يمكن الثقة بهذا المعسكر المخترق إخوانيًّا، فقد تواترت المعلومات العسكرية فيما يتعلق بأنّ الشرعية تقوم بسحب ألوية وهمية من الجبهات.

في الوقت نفسه، فقد تمّ الكشف عن أنّ الشرعية تواصل الدفع بتعزيزات عسكرية إلى الجبال الممتدة خلف وادي سلا، على نحوٍ ينذر باستهدافها الخبيث للشق العسكري من اتفاق الرياض.

ما تُقدِم عليه الشرعية في هذا الإطار يمثّل لعبًا بالنار، وإتباعًا لسياسة خبيثة تُعبّر عن مساعي هذا الفصيل الإرهابي نحو تفجير الأوضاع على الأرض وإشعال المواجهات مع الجنوبيين عملًا على إطلاق الرصاصة الأخيرة على اتفاق الرياض، الذي لا يمثّل وسيلة لضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية وحسب، لكنّ الأمر يشمل أيضًا استئصالًا لنفوذ حزب الإصلاح بشكل كامل، وهو خطوة شديدة الأهمية فيما يخص ضبط المشهد برمته.

وفيما يبدي الجنوب التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق عملًا على إنجاح هذا المسار الحيوي باعتبار أنّ القضاء على المشروع الحوثي هو هدف مفصلي واستراتيجي للجنوب، فإنّه لا يمكن أن يتبع سياسة ضبط النفس طوال الوقت، وسيتخذ كافة الإجراءات التي تضمن حفظ أمن الوطن وصد الاعتداءات التي تُحاك ضده على مدار الوقت، ويبقى هذا الأمر حقًا أصيلًا للجنوب، لا تنازل عنه.