اتفاق الرياض يُنجِز حكومة المناصفة.. ماذا بعد؟

السبت 19 ديسمبر 2020 01:35:00
اتفاق الرياض يُنجِز حكومة المناصفة.. ماذا بعد؟

أثمرت الجهود التي بذلها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، عن إنجاز اتفاق الرياض، في خطوة جاءت على ما يبدو رغم حزب الإصلاح.

ففي تطور شديد الأهمية، أعلن الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، تشكيل حكومة المناصفة برئاسة معين عبد الملك.

تشكيل حكومة جديدة هو نقطة محورية في مسار اتفاق الرياض الذي يحمل أهمية استراتيجية ضخمة فيما يتعلق بالعمل على ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.

خطوة تشكيل وإعلان الحكومة أعقبت عمليات سحب قوات بين الجنوب والشرعية، أشرفت عليها لجنة سعودية، في خطوةٍ التزم بها الجنوب بشكل كامل، فيما حاولت المليشيات الإخوانية بعثرة الأوراق من جديد إلا أنّ مؤامراتها باءت بالفشل إزاء الإصرار السعودي على إنجاح الاتفاق.

هذه الخطوة لاقت ترحيبًا إقليميًّا ودوليًّا على صعيد واسع، بالنظر إلى كونها تمثّل مسارًا لاستقرار كثير من الأمور، لا سيّما أنّ حزب الإصلاح الإخواني حرّف بوصلة الحرب طوال الفترة الماضية، وجعل المعركة صوب الجنوب بغية احتلال أراضيه.

صحيحٌ أنّ خطوات ضخمة أنجزت وربما قد أشرف هذا المسار على النجاح الكامل، لكنّ المرحلة المقبلة تستلزم مراقبة شاملة فيما يتعلق بالأوضاع العسكرية على وجه التحديد.

ومن غير المستبعد على الإطلاق أن تمارس المليشيات الإخوانية أعمالًا عدائية جديدة ضد الجنوب في الفترة المقبلة، كونها تنفّذ أجندة خبيثة مدعومة قطريًّا وتركيًّا تستهدف تغييب الاستقرار بشكل كامل.

ولتفويت الفرصة على المليشيات الإخوانية من أن تلعب بالنار من جديد، فإنّ التحالف على ما يبدو، سيكون مراقبًا للأوضاع على الأرض، ويمنع أي انحرافات عن هذا المسار.

أمّا الجنوب، فكما أبدى التزامًا كاملًا بهذا المسار على مدار أكثر من عام، وتحديدًا منذ توقيع الاتفاق في نوفمبر من العام الماضي، فإنّه سيظل متمسكًا بالعمل على نجاحه بشكل كامل.

ولدى الجنوب قناعة كاملة بأهمية هذا المسار فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، ومن هنا فقد أبدى التزامًا كاملًا سواء على الصعيد السياسي أو الإطار العسكري عملًا على إنجاح هذا المسار الحيوي.

في الوقت نفسه، فإنّ الجنوب يظل محتفظًا بحقه الأصيل في حماية أراضيه والمحافظة على المكتسبات والمنجزات السياسية التي حقّقها طوال الفترة الماضية، وهذا يعني أنّ أي اعتداء إخواني إرهابي تنتظره عينٌ حمراء جنوبية، تحمي الأرض والوطن والقضية.