الجنوب وحكومة المناصفة.. هدف وليس غاية

السبت 19 ديسمبر 2020 18:00:00
الجنوب وحكومة المناصفة.. هدف وليس غاية

رأي المشهد العربي

مثّل تشكيل حكومة المناصفة، الخطوة الأهم فيما يتعلق بمسار اتفاق الرياض الذي وُقِّع في نوفمبر من العام الماضي، وهو أمرٌ حظي بتقدير واسع النطاق من مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

تنفيذ اتفاق الرياض هو خطوة نجاح ضمن الاستراتيجية التي يعمل بها المجلس الانتقالي، باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للجنوب وقضيته العادلة، حيث يولي المجلس كثيرًا من الاهتمام بحسم المعركة في مواجهة المليشيات الحوثية، وهو أمرٌ يتحقّق من خلال مسار اتفاق الرياض.

ومع الأهمية الاستراتيجية لهذه الخطوة، فإنّ المجلس الانتقالي لم ولن تكون غايته تشكيل حكومة مناصفة يكون شريكًا بها بقرارات فاعلة، لكنّ الغاية الأهم والأشمل والأكبر تظل هي قضية الجنوب الرئيسية المتمثّلة في استعادة الدولة وفك الارتبط.

وحسنًا يفعل المجلس الانتقالي، وهو يبعث برسائل طمأنة لمواطنيه، بأنّ غايته هي استعادة الدولة، وأنّ مشاركة الجنوب في حكومة المناصفة أمرٌ لا يعني أبدًا التنازل عن مساعي الجنوبيين نحو فك الارتباط، لأنّ هذه الغاية لن يتم التراجع عنها على الإطلاق.

رسائل الانتقالي في هذا الصدد تفوِّت الفرص على أعداء الجنوبيين، أولئك الخبثاء الساعين إلى زعزعة الصف وفك التلاحم الشعبي الجارف والتأييد المطلق الذي يحظى به المجلس الانتقالي، وذلك من خلال محاولة ترويج مزاعم وأكاذيب بأنّ المجلس تخلّى عن طموحات شعبه، وهذا لم ولن يحدث على الإطلاق، وذلك لأنّ الأمر يمثّل "قضية وطن" بأكمله.

في الوقت نفسه، فإنّ المستجدات الراهنة خاصة على الصعيد السياسي هي تعبّر عن مكاسب كبيرة للقضية الجنوبية في إطارها المرحلي والزمني، حيث أصبح الجنوب شريكًا وطرفًا رئيسيًّا في اتخاذ القرار، بل ويقف موقف الند بالند للمحافظة على المكتسبات التي حقّقها طوال الفترة الماضية.