تفكيك التنظيمات الإرهابية بوابة نجاح حكومة المناصفة

الأحد 20 ديسمبر 2020 20:34:00
تفكيك التنظيمات الإرهابية بوابة نجاح حكومة المناصفة

ستكون حكومة المناصفة التي أُعلن عن تشكيلها، مساء الجمعة، أمام اختبار رئيسي يتعلق بكيفية تفكيك التنظيمات الإرهابية التي دخلت في تحالفات طويلة المدى من أجل إثارة الفوضى في الجنوب، لأن استعادة الهدوء في محافظات الجنوب تعد بوابة لإنجاح الحكومة التي سيكون هدفها الأول الضغط على المليشيات الحوثية والدخول في حل سياسي أشمل.

لن تستطيع الحكومة الحالية التعامل مع العناصر المدعومة من إيران طالما أن هناك تنظيمات إرهابية لديها مصالح متشابكة نحو إطالة أمد الصراع، وبالتالي فإنها قد تجد نفسها تدور في دائرة مفرغة من دون أن تترجم جهودها إلى تحسن مجمل الأوضاع على أرض الواقع.

العلاقة المشبوهة بين تنظيم القاعدة وفلول تنظيم داعش إضافة للمليشيات الإخوانية التي دخلت في تحالفات خفية مع المليشيات الحوثية ستكون بحاجة لأن تتفكك، وهو أمر يتعلق باستكمال باقي بنود الشق العسكري من اتفاق الرياض والذي نجح التحالف في تخطي مراحله الأولى عبر عملية فصل القوات.

يرى مراقبون أن الحبل السري الذي يربط بين كل هذه العناصر والتنظيمات الإرهابية يتمثل في المال القطري الإيراني التركي الذي يأتي من الخارج في ظل التقارب بين البلدان الثلاثة، وبالتالي فإن الأمر سيكون بحاجة إلى تعامل استخباراتي من الخارج يكون مدعوما بضغط سياسي ودبلوماسي قوي يدعم وقوف حكومة المناصفة على قدميها.

يذهب البعض للتأكيد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيكون عليه أدوار مهمة لمساعدة التحالف العربي في خطته الرامية لتوجيه سلاح مليشيات الإخوان ليكون في وجه المليشيات الحوثية، في ظل الخبرات الطويلة التي يتمتع بها في مواجهة تلك المليشيات.

ولعل ذلك ما جعل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها الدوري الأسبوعي، اليوم الأحد، تدعو إلى الإسراع في استكمال إجراءات تطبيق اتفاق الرياض وآلية تسريعه، وشددت على أن استكمال بقية بنود الاتفاق الخاصة بالسلطة المحلية والأمن وغيرها، يسهم بفاعلية في نجاح عمل حكومة المناصفة وأداء مهامها.

وتعهدت برئاسة فضل الجعدي نائب الأمين العام للأمانة العامة لهيئة الرئاسة، ببذل الجهود لدعم حكومة المناصفة، من أجل تحسين الوضع المعيشي للمواطنين، ومكافحة الفساد وحفظ الأمن وتوجيه الجهود لحماية الأمن القومي الإقليمي والعربي.

وعبرت عن تقدير المجلس جهود دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة الراعية للتفاوض لتشكيل حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال.

ومن جانبه طالب فضل الجعدي نائب الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي، بدعم حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال، لتحسين الخدمة ومعيشة المواطنين، وأشاد في تصريحات صحفية أمس السبت، بإعلان تشكيل الحكومة تطبيقًا لاتفاق الرياض برعاية من المملكة العربية السعودية.

وقال إن مشوار الألف ميل نحو إنهاء الحرب والذهاب إلى الحل السياسي، يبدأ بالتطبيق الفوري لبنود اتفاق الرياض، مؤكدا أن الرافضين لا يكترثون بالواقع وحاجة المواطنين للسلام والاستقرار.

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي الإماراتي خلفان الكعبي، أن اتفاق الرياض أرسى السلام ‏وأعاد الاستقرار إلى الجنوب، موضحًا أنه بتنفيذه سيتوقف نزيف الدماء، وكتب "الكعبي" تغريدة عبر حسابه بتويتر قال فيها: "اتفاق الرياض ‏يضمن وقف الاقتتال وإعادة الاستقرار للجنوب ووقف الاقتتال بين الأخوة".‏

وأوضح الخبير الإماراتي أن الاتفاق سيمنح الحكومة سلطة لفرض اتفاق على الحوثة نتيجة التوافق وإلا توحد الجميع ‏لقتالهم، واختتم تغريدته متمنيًا: "أن لا تكون هناك سطوة للأحزاب"، رافعًا شعار "لا للإرهاب".‏‎ ‎