هل تتحول تعز إلى جدار عازل يحمي المليشيات الحوثية؟

الأحد 20 ديسمبر 2020 21:26:00
هل تتحول تعز إلى جدار عازل يحمي المليشيات الحوثية؟

تشكل محافظة تعز بؤرة للتحالف الحوثي الإخواني في اليمن، وذلك بعد أن استمرت المحافظة لعدة سنوات قابعة تحت هيمنة الطرفين، ففي الداخل تتواجد مليشيات الإصلاح التي ترتكب يوميًا جرائهما ضد المدنيين، وعلى الأطراف تقف المليشيات الحوثية متربصة بالأبرياء ولا تتوقف عن إطلاق قذائفها باتجاه المناطق الآهلة بالسكان.

في محافظة تعز أيضا تتواجد معسكرات تدريب الإرهابيين والتي تعمل على تفريغ آلاف العناصر التي لن تجد غضاضة في التحالف مع المليشيات الحوثية من أجل إطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة، كما أن هذه المحافظة شاهدة أيضًا على وجود فلول تنظيم القاعدة والتي جرى إرسال بعضهم إلى محافظات جنوبية طيلة الأشهر الماضية في محاولة لإفشال اتفاق الرياض وعرقلة تنفيذ بنوده على الأرض.

مع تشكيل حكومة مناصفة جديدة يتوقع العديد من المراقبين أن تتحول تعز إلى جدار عازل يحمي المليشيات الحوثية، لأن المحافظة لها أهمية جغرافية وحال جرى تفكيك التحالف بينها وبين عناصر الإصلاح فإنه سيكون من السهل ملاحقتها والضغط عليها سياسيًا وعسكريًا، فيما إذا استمر الوضع الحالي كما هو عليه فإنه يصعب الحديث عن أي تقدم من الممكن أن تحرزه الحكومة الجديدة تحديدًا على مستوى الجهود العسكرية.

يرى مراقبون أن محافظة تعز تشكل هدفًا مشتركًا للتنظيمات الإرهابية وفي القلب منها تنظيم الإخوان وكذلك الحال بالنسبة للمليشيات الحوثية وأن تحرير المحافظة سيكون بمثابة نقلة نوعية في مواجهة المشاريع المعادية التي تستهدف تهديد الأمن القومي العربي برمته.

وفي دلالة جديدة على نية مليشيات الإصلاح استمرار جرائمها في المحافظة، كشفت مصادر مطلعة، عن نقل مليشيا الإخوان الإرهابية بتعز قائد اللواء الثالث في القوات المشتركة بالمخا، قائد الورد، إلى أحد سجونها السرية وسط مدينة تعز.

وقالت المصادر لـ"المشهد العربي"، إن اللواء الخامس حرس رئاسي، الخاضع لسطيرة مليشيا الإخوان الذي يقوده المدعو عدنان رزيق، نقلوا الورد من مكان احتجازه في صبر، إلى سجن اللواء الخامس في مدينة تعز.

وحملت قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي، حزب الإصلاح الإخواني، وقائد اللواء الخامس حرس رئاسي، مسؤولية حياة قائد الورد.

وكان مسلحون تابعون لمليشيا الإخوان، قد اختطفوا الورد أواخر الشهر الماضي، خلال تواجده في مسقط رأسه بمنطقة الأصابح، واقتادوه إلى جهة مجهولة.
 
وأكدت المصادر، أن المسؤول عن عملية الاختطاف هو موفق السبئي الذي يتبع عدنان رزيق القيادي باللواء الخامس حماية رئاسية، وأحد أبرز قيادات الحشد الشعبي الإخواني.

وقبل أيام أكدت مصادر مطلعة قيام مدير مديرية الشمايتين بمحافظة تعز، الإخواني المدعو عبدالعزيز الشيباني،  بإنشاء سجون سرية خاصة به داخل المحافظة، وقالت المصادر لـ"المشهد العربي"، إن أحد السجون التي قام الشيباني بإنشائها يقع في المجمع الحكومي، حيث يحبس فيه من يرفضون دفع الإتاوات، وتنفيذ طلباته.

ونوهت إلى أن آخر ضحايا تلك الممارسات هو المواطن عبد الملك علي قايد أحمد من أبناء عليافة، وهو مالك أرضية ولديه رخصة بناء، حيث أقدم الشيباني وحاشيته على حبسه انفراديًا دون إذن قانوني.

ولفتت إلى أن ما يقوم به المدعو الشيباني مُخالف للقوانين والأعراف، متسائلين عن موقف نيابة الشمايتين مما يجري في تلك السجون.