حكومة المناصفة تُخمد نيران حرب الخدمات على الجنوب
هناك جملة من النتائج الإيجابية المترتبة على خروج حكومة المناصفة إلى العلن بالنسبة للجنوب سواء على المستوى السياسي أو العسكري، لكن يبقي الجانب الاقتصادي هو الأبرز والأكثر أهمية بالنسبة لأبناء الجنوب الذين عانوا ويلات حرب الخدمات التي شنتها الشرعية على مدار سنوات طويلة ماضية واستهدفت من خلالها تركيع الأبرياء وإلهاءهم في مشكلاتهم الحياتية اليومية وعدم التفرغ لتحقيق هدف استعادة الدولة.
يرى مراقبون أن وجود المجلس الانتقالي في الحكومة الجديدة يخمد نيران حرب الخدمات التي شنتها الشرعية، وأنه من المتوقع أن يكون هناك اهتمام بالقطاعات الخدمية التي يتولى مناصبها وزراء تابعون للمجلس الانتقالي الذي سوف يعمل على تحسين هذا القطاع، وتكرار تجربة النجاح التي حققها محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس.
بحسب العديد من المتابعين فإن سلطة تعيين المحافظين في الجنوب ستكون بيد المجلس الانتقالي الجنوبي وهو ما ينهي عقودا من فساد الشرعية التي حولت هذا المنصب لأداة تستخدمها من أجل عقاب الأبرياء، بل أنها عمدت على تسخير سيطرتها على المؤسسات الحكومية في الجنوب من أجل التنكيل بأبناء المحافظات الجنوبية وشن حملات الاعتقال والقتل والتعذيب بحقهم، إلى جانب تعمدها إثارة أزمات الكهرباء والوقود والمياه والتي تشكل أسس الحياة لأي مواطن.
يشكل إصرار المجلس الانتقالي الجنوبي على استكمال التزامات اتفاق الرياض إدراكًا منه بأهمية تحقيق الجانب الاقتصادي لأن عرقلة عمل حكومة المناصفة قد يعرقل أيضًا تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المحافظات الجنوبية، بما لا يسمح للأطراف المعادية أن تستمر في إجراءاتها العقابية بحق الأبرياء.
وأوضح فضل الجعدي، نائب الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي، أن استكمال تطبيق اتفاق الرياض، يضمن دفع المسارات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وشدد في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر (تويتر)، على أنه: "من المهم جدا المسارعة على استكمال تنفيذ بقية بنود اتفاق الرياض كمنظومة متكاملة".
وتابع أن تلك المنظومة: "تساهم في مساعدة الحكومة لتأدية دورها على كل المسارات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وبما يشكل نقلة نوعية في أوضاع الشعب والجبهات".
وخلال استقباله، مدير مكتب المبعوث الأممي مروان العلي، اليوم الاثنين، في مقر الأمانة العامة للمجلس بعدن، أكد الجعدي أن المجلس حريص على نجاح حكومة المناصفة، لتحسين الوضع المعيشي، وحفظ الأمن، مشددًا على بذل جميع الجهود لدعم حكومة المناصفة وإنجاح مهامها.
بدوره، عبر مروان العلي عن سعادته بتشكيل حكومة المناصفة، مشددًا على أنها نقطة أساسية في عملية السلام، وثمن جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في تنفيذ اتفاق الرياض، ودور المملكة العربية السعودية في رعاية الاتفاق وآلية تسريعه.
واستعرضت الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها اليوم الاثنين، عددًا من التقارير، وأشاد التقرير بانفراج أزمة تشكيل حكومة المناصفة كبداية لحلحلة الأوضاع وتحقيق الاستقرار الخدمي والمعيشي في الجنوب.
وبحثت تقرير أداء دائرة حقوق الإنسان خلال الفصل الثالث من العام الجاري، ومستوى أدائها وأبرز نشاطاتها وإنجازاتها. كما اطلعت على تقارير نشاط دوائر الأمانة العامة، خلال الأسبوع الماضي.