هل تحرك حكومة المناصفة جمود السلام في اليمن؟
تجري مياه كثيفة في مسارات السلام باليمن وذلك منذ إعلان تشكيل حكومة المناصفة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية، وهو ما يشي بأن الفترة المقبلة قد تحمل العديد من التحركات الإيجابية على مستوى السلام الشامل والوصول إلى حل سياسي من الممكن أن ينهي الحرب التي تستمر للعام السادس على التوالي.
هناك جملة من العوامل إذا تحققت فإن السلام قد يكون ممكنًا في اليمن، على رأس هذه العوامل تصويب سلاح الشرعية ليكون في وجه المليشيات الحوثية، وإنهاء حالة العداء القائمة مع الجنوب، والتكاتف من أجل مواجهة المشروع الإيراني الذي يسعى للقضاء على الأخضر واليابس بالتعاون مع قوى إقليمية أخرى معادية في القلب منها قطر وتركيا.
أما ثاني هذه العوامل فيتمثل في استغلال المجتمع الدولي للحالة الإيجابية الحالية وإنعاش مسار المفاوضات الشاملة والتي قد تحظى بدعم واسع في ظل الترحيب الدولي بخروج حكومة المناصفة إلى النور، والضغط على إيران من أجل إرغام المليشيات الحوثية على العودة مجددا إلى طاولة مفاوضات يشارك فيها جميع الأطراف وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي.
العامل الثالث يتمثل في سرعة الانتهاء من تنفيذ بنود الشق العسكري الخاص باتفاق الرياض، والمضي قدما باتجاه استكمال التزامات الاتفاق، وتعزيز ثقة الأطراف الموقعة عليه، بما ينعكس على إيجابية التعامل مع أي محاولات تخريبية تستهدف إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، وإنهاء جميع أشكال التصعيد العسكري ضد الجنوب.
بوجه عام هناك حالة إيجابية تدعم الوصول لاتفاق سلام شامل، ولعل ما أكده وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، والذي اعتبر أن تشكيل حكومة اتفاق الرياض هو التطور الأهم في الأزمة خلال العام الجاري، يعطي آمالا مضاعفة بإمكانية الوصول إلى حل سياسي.
وقال قرقاش، في تصريحات له، اليوم الاثنين، إن الجهود السعودية الحثيثة ثبتت الاتفاق لما هو في مصلحة الشرعية وكافة القوى المعارضة للانقلاب الحوثي، وشدد على أن المبادرة الآن في يد اليمنيين للبناء على الاتفاق والبحث عن حلول تنهي معاناة الشعب اليمني.
هنأ سفراء الدولة الراعية للعملية السياسية في اليمن، خلال لقاء عبر الاتصال المرئي، اليوم الاثنين، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن، محمد بن سعيد آل جابر، على تنفيذ الشق العسكري وإعلان تشكيل حكومة المناصفة.
واتفق اللقاء على أن تنفيذ اتفاق الرياض خطوة مهمة في سبيل بلوغ الحل السياسي وإنهاء الأزمة، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار.
ومن جانبها سلطت صحيفة الرياض، في افتتاحية عددها أمس الأحد، الضوء على إعلان تشكيل حكومة المناصفة، بعد استكمال تنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض.
وقالت إن المجتمع الدولي يعول على تنفيذ "اتفاق الرياض" لتعزيز الأمن والاستقرار، ودعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن في التوصل إلى حل سلمي وشامل للأزمة.
وأشارت الصحيفة إلى الترحيب الدولي الواسع، مؤكدة أنها تمثل خطوة مهمة في توقيت حساس، برعاية من دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
ولفتت إلى إشادة المملكة العربية السعودية بتوافق أطراف اتفاق الرياض على تحقيق تطلعات المواطنين وإعادة الأمن والاستقرار، مؤكدة أن مواقف المملكة الثابتة تشير إلى مواصلة جهودها الداعمة.