آمال الحل السياسي.. كيف ينجو هذا المسار من مؤامرات الإخوان؟
لا تزال ردود الأفعال تتوالى بشأن تشكيل حكومة المناصفة، في خطوة تندرج ضمن بنود ما تمّ التوافق عليه في اتفاق الرياض الموقّع في نوفمبر من العام الماضي.
أهمية هذه الخطوة أنّها تضفي نوعًا من الاستقرار، قد يدفع مزيدًا من الآمال من أجل التوصّل إلى حل سياسي، عبر مشاركة فاعلة ومنصفة للجنوب، بما يُحقّق الاستقرار بشكل كامل.
وضمن ردود الأفعال التي اتفقت على ذلك، فقد هنّأ سفراء الدولة الراعية للعملية السياسية في اليمن، خلال لقاء عبر الاتصال المرئي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن، محمد بن سعيد آل جابر، على تنفيذ الشق العسكري وإعلان تشكيل حكومة المناصفة.
هذا اللقاء شهد الاتفاق على أن تنفيذ اتفاق الرياض خطوة مهمة في سبيل بلوغ الحل السياسي وإنهاء الأزمة، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار.
تشكيل حكومة المناصفة أمرٌ قيّمته الكثير من الأطراف بأنّه خطوةٌ مهمة نحو تحقيق الاستقرار، بما يدفع نحو تحقيق الحل السياسي الشامل، وبالتالي لا مجال للتراجع عما تم إنجازه على الأرض.
لكن مهمة تحقيق السلام حتمًا لن تكون بالسهولة الكبيرة، لا سيّما أنّ نظام الشرعية لا يزال يخضع لهيمنة إخوانية خبيثة يقودها الإرهابي علي محسن الأحمر، وبالتالي ليس من المستبعد أبدًا إكمال مسلسل مشهدهم العبثي الذي يمثّل استهدافًا للجنوب في المقام الأول.
ويبدو أنّ نظام الشرعية يحاول التصوير بأنّ اتفاق الرياض ينتهي عند تشكيل حكومة المناصفة وهو أمرٌ غير حقيقي على الإطلاق، فهذا المسار يتضمن ما هو أهم وأعمق، وهو مشاركة الجنوب في مفاوضات الحل السياسي الشامل، وهي مشاركة ليست صورية لكنها بنفس قدر مشاركة نظام الشرعية.
ومن المتوقع أن يمارس نظام الشرعية عبر أذرعه الإخوانية كثيرًا من الألاعيب لسلب هذا الحق من الجنوب، فإنّ الأمر سيكون عبارة عن زرع مفخخات جديدة في مسار تحقيق الاستقرار المنشود وبالتالي العبث بآمال التوصّل إلى حل سياسي عام وشامل.
محاولات الإخوان في هذا الصدد متوقعة لأنّ هذه المليشيات المارقة معركتها ضد الجنوب، ولا تسعى أبدًا لاستعادة أراضيها من قبضة المليشيات الحوثية، لكنّ مساعيها الخبيثة تقوم على احتلال الجنوب وأراضيه وسلب حق شعبه في تحقيق حلمه المتمثّل في استعادة دولته.
إقدام نظام الشرعية على هذه السياسة الخبيثة سيكون بمثابة إفساح للمجال أمام مزيدٍ من التعقيدات على المشهد العام، وهو ما ينطلي عليه إحداث مزيد من التأزيم سواء فيما يتعلق بالوضع الأمني أو المعيشي.