نجاح حكومة المناصفة مرهون ببتر ذيول قطر وتركيا
رأي المشهد العربي
جملة من التحديات تواجه حكومة المناصفة التي من المتوقع أن تصل إلى العاصمة عدن خلال الأيام المقبلة، ويتطلب بدء أعمالها بيئة مهيأة لإنجاحها، لأنه إذا جرى إلقاءها وسط نيران الاستقطاب الحاد والمؤامرات الإقليمية التي تحاك ضدها، فإن أجلها سيكون قصيرًا، وهو ما يتطلب بتر ذيول قطر وتركيا في الجنوب والذين كان لهم دور بارز في عرقلة اتفاق الرياض طيلة الفترة الماضية.
لا يمكن الحديث عن أي إنجازات لحكومة المناصفة في ظل وجود شخصيات ستعمل على وضع أشواك سامة في طريقها، هذه الشخصيات سيكون وجودها في الجنوب من أجل تنفيذ مخططات القوى المعادية على الأرض، ولن يكون أمامها سوى الظهور في وسائل الإعلام القطرية والتركية من أجل الوقيعة بين الأطراف المختلفة سياسيًا داخل الحكومة الجديدة.
تحرك هؤلاء إعلاميًا سيكون له آثار سلبية كبيرة في ظل وجود عناصر محسوبة على حزب الإصلاح في الحكومة قد يلتقطون الخيط من أجل إيصال رسائل مفادها أن الحكومة تواجه فشلًا ذريعًا ولا يمكن لها أن تستمر على هذا النحو، وهو المخطط الذي تسعى إليه أطراف معادية تستهدف العودة مجددًا إلى الحلول العسكرية وإفشال جهود التحالف العربي.
من المتوقع أن يجري استغلال شخصيات فقدت مواقعها في الشرعية من أجل إفشال حكومة المناصفة، ليس ذلك فحسب، بل من المتوقع أيضًا أن يجري الاعتماد على شخصيات لم تكن معروفة للعامة وتصديرها للمشهد من أجل وأد حكومة المناصفة في مهدها من دون أن يكون لها الفرصة من أجل التعامل مع جملة من الأزمات الاقتصادية والعسكرية والسياسية أيضًا، وهو ما يتطلب جهدًا استخباراتيًا للتعامل مع العناصر المدعومة من قطر وتركيا.
تكمن خطورة ذيول قطر وتركيا في عملهما على إغراق محافظات الجنوب بالعناصر الممولة من جانبهما، بل إن تركيا عمدت مثلًا على تهريب عناصر استخباراتية لها في المهرة وفي عدد من المحافظات الأخرى، وكذلك فإن العناصر المحسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابي وكذلك عناصر تنظيم القاعدة الذين تسللوا إلى الجنوب تلقوا تمويلًا قطريًا ومن المتوقع أن يجري استغلالهم في عمليات من شأنها وضع مزيد من العراقيل أمام الحكومة.