نحو استعادة الدولة.. كيف يستفيد الجنوب من زخم اتفاق الرياض؟

الثلاثاء 22 ديسمبر 2020 23:51:00
"نحو استعادة الدولة".. كيف يستفيد الجنوب من زخم اتفاق الرياض؟

حقّقت القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، الكثير من المنجزات في الفترة الماضية، وفقًا للاستراتيجية الحكيمة لإدارة القضية الجنوبية العادلة.

وفيما دخل اتفاق الرياض مرحلة مهمة عقب الإعلان عن تشكيل حكومة المناصفة، فمن المؤكّد أنّ غاية الجنوب لم تتحقق بعد، فالمجلس الانتقالي لم يحمل لواء قضية الجنوب للحصول على حصة في الحكومة، حتى وإن كانت حصة "مناصفة".

هذا الأمر لا يقلّل مما تم إنجازه مسبقًا، بل بالعكس فقد استطاع المجلس الانتقالي، عبر قيادته الحكيمة واستراتيجيته المحنكة، أن يجعل للجنوب على الطاولة، حضورًا فاعلًا ومؤثرًا ومشاركًا في اتخاذ القرار، وهو أمرٌ سعى أعداء الجنوب لمصادرته للحيلولة دون تمكّن الجنوب من المضي قدمًا نحو تحقيق حلم شعبه.

ولأنّ الغاية هي استعادة الدولة، فإنّ الجنوبيين يعوّلون على المجلس الانتقالي ليُكمل ما سبق إنجازه، ويبني على ما تحقّق بالفعل من أجل استكمال الرحلة التي يجب أن تنتهي باستعادة دولة الجنوب وفك الارتباط.

أحد الأمور التي ربما من المهم أن توليها القيادة الجنوبية كثيرًا من الاهتمام في المرحلة المقبلة هو العمل على تكثيف العمل الدبلوماسي الذي يبعث برسائل للعالم أجمع حول مستجدات القضية الجنوبية العادلة ومطالب الشعب في استعادة دولته.

ومن المأمول أن يكثف أعضاء المجلس الانتقالي من لقاءاتهم واتصالاتهم مع المجتمع الدولي وذلك على الصعيد الدبلوماسي الرسمي، فضلًا عن دور سياسي يمارسه الكُتّاب الجنوبيون عبر إصدار بيانات موقعة من قِبلهم وكتابات المقالات وتوجيهها إلى الغرب على الصعيدين الدبلوماسي والإعلامي.

كل هذا الحراك سيكون فاعلًا للغاية فيما يتعلق بنقل صورة حقيقية عن القضية الجنوبية للعالم أجمع، وأنّ هناك شعبًا يصرخ بأعلى صوته من أجل استعادة دولته وإزاحة عدوٍ يحتل أراضيه وينهب ثرواته ويصادر مقدراته.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ لعب هذا الدور سيكون مهمًا للغاية في توضيح أيضًا مدى المعاناة التي يعيشها الجنوبيون تحت وطأة الاحتلال الإخواني، وكيف أنّ هذه السلطات المحتلة تمارس عقابًا جماعيًّا ضد الجنوبيين، وتتعمّد إثارة الأزمات الحياتية على صعيد واسع.

لعب هذا الحراك بشكل قوي وفاعل سيحقق الكثير من المكاسب لقضية الجنوب العادلة، وهي مكاسب تمثّل سبيلًا وطريقًا نحو تحقيق حلم الجنوب وهو استعادة الدولة.